> قبورهم فتجوز الصلاة إليها وعندها ، وبناء المساجد والقباب عليها رجاء أن تصل إليهم > العواصف الروحانية . ولا ريب أن هذا مراغمة ومحادة لله ورسوله ، وهذا هو قول اليهود: > ! 2 < سمعنا وعصينا > 2 ! [ النساء: 46 ] فإن النبي صلى الله عليه وسلم إنما لعن من اتخذ قبور الأنبياء والصالحين > مساجد ، كما هو نص حديث عائشة رضي الله عنها وغيره ، وقبور غيرهم إنما أخذ النهي > عن البناء عليها من هذه الأحاديث ونحوها بقياس الأولى ، أو من عموم أحاديث أخر ، فمن > أعظم المراغمة والمناصبة والمحادة لله ورسوله ، أن تحمل على غير ما وردت فيه ، ويباح ما > وردت بالنهي عنه ، ولعن من فعله ، ولكن هذا شأن عباد القبور ^ ( أَنَّمَا يَتبِعُونَ أَهَوَآءهُم وَمَنْ > أضَلُّ مِمَّن اتَبَعَ هَواَهُ بِغَيرِ هُدىً مِنَ اللهِ إِنَّ الله لاَ يَهدِي الْقَومَ الظَّلِمينَ ) ^ [ القصص: 50 ] > > وقد أجمع العلماء على النهي عن البناء على القبور وتحريمه ووجوب هدمه لهذه > الأحاديث الصحيحة الصريحة التي لا مطعن فيها بوجه من الوجوه ، ولا فرق في ذلك بين > البناء في مقبرة مسبلة ، أو مملوكة ، إلا أنه في المملوكة أشد . ولا عبرة بمن شذ من > المتأخرين فأباح ذلك ، إما مطلقاً ، وإما في المملوكة . > > قال الإمام أبو محمد بن قدامة: ولا يجوز اتخاذ المساجد على القبور لأن النبي صلى الله عليه وسلم > قال: ' لَعَن اللهُ اليهودَ والنَّصارى اتَّخَذوا قبور أنبيائهم مَساجدَ ' يُحذر ما صَنَعُوا . ولأن > تخصيص القبور بالصلاة عندها يشبه تعظيم الأصنام بالسجود لها والتقرب إليها ، وقد روينا > أن ابتداء عبادة الأصنام تعظيم الأموات باتخاذ صورهم والتمسح بها والصلاة عندها . > > وقال شيخ الإسلام: أما بناء المساجد على القبور ، فقد صرح عامة علماء الطوائف > بالنهي عنه متابعة للأحاديث الصحيحة ، وصرح أصحابنا وغيرهم من أصحاب مالك > والشافعي ، بتحريمه قال: ولا ريب في القطع بتحريمه ، ثم ذكر الأحاديث في ذلك . . . إلى > أن قال: فهذه المساجد المبنية على قبور الأنبياء والصالحين ، أو الملوك وغيرهم ، تتعين > إزالتها بهدم أو بغيره هذا مما لا أعلم فيه خلافاً بين العلماء المعروفين . > > وقال ابن القيم: يجب هدم القباب التي على القبور ، لأنها أسست على معصية > الرسول صلى الله عليه وسلم . > > وقال أبو حفص: تحرم الحجرة بل تهدم . فإذا كان هذا كلامه في الحجرة فكيف > بالقبة . > > وقال الشافعي: أكره أن يعظم مخلوق ، حتى يجعل قبره مسجداً مخافة الفتنة عليه ، > وعلى من بعده من الناس . وقال أيضاً: تسطح القبور ولا تبنى ولا ترفع ، وتكون على وجه >