فهرس الكتاب
الصفحة 260 من 639

> ذكر الإنسان ما فيه من الفضل إذا دعت الحاجة الشرعية إلى ذلك . > > قوله: ' ولو كنت متخذاً من أمتي خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً ' فيه دليل على أن > الصديق أفضل الصحابة ، حيث صرح صلى الله عليه وسلم أنه لو اتخذ خليلاً غير ربه ، لاتخذ أبا بكر ، ففيه > رد على الرافضة وعلى الجهمية الذين هم شر أهل البدع ، بل أخرجهم بعض السلف من > الثنتين والسبعين فرقة . وبسبب الرافضة حدث الشرك وعبادة القبور ، وهم أول من بنى عليها > المساجد قاتلهم الله ، قاله المصنف . وفيه إشارة إلى خلافته لأن من كانت محبته لشخص > أشد ، فهو أحق الناس بالنيابة عنه ، لا سيما وقد قال ذلك في مرض موته ، خصوصاً وقد > استخلفه على الصلاة بالناس ، وغضب لما صلى بهم عمر . > > واسم أبي بكر: عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تميم بن > مرة ، الصديق الأكبر ، خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأفضل الصحابة بإجماع من يعتد به من أهل > السنة ، مات في جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة ، وله ثلاث وستون سنة . > > قوله: ' ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد ' ، إلى آخر الحديث . قال > الخلخالي: وإنكار النبي صلى الله عليه وسلم صنيعهم هذا يخرج على وجهين ، أحدهما: أنهم يسجدون > لقبور الأنبياء تعظيماً لهم ، والثاني: أنهم يجوزون الصلاة في مدافن الأنبياء والسجود في > مقابرهم ، والتوجه إليها حالة الصلاة نظراً منهم بذلك إلى عبادة الله ، والمبالغة في تعظيم > الأنبياء . والأول هو الشرك الجلي ، والثاني الخفي ، فلذلك اسستحقوا اللعن . > > قلت: الحديث أعم من ذلك ، فيشمله ويشمل بناء المساجد والقباب عليها . > > قوله: ' فقد نهى عنه في آخر حياته ' ، أي: كما في حديث جندب . > > قوله: ' ثم إنه لعن - وهو في السياق - من فعله ' ، أي: كما في حديث عائشة . > > قوله: ' والصلاة عندها من ذلك ، وإن لم يبن مسجداً ' ، يعني: أن الصلاة عند القبور > وإليها من اتخاذها مساجد الملعون من فعله ، وإن لم يبن مسجداً ، فتحرم الصلاة في المقبرة > وإلى القبور ، بل لا تنعقد أصلاً لما في هذه الأحاديث الصحيحة وغيرها ، من لعن من > اتخذها مساجد . > > وروى مسلم عن أبي مرثد الغنوي رضي الله عنه قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم: ' لا تجلسوا > على القبور ولا تصلوا إليها ' . >

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام