> ذلكَ ' فقد نهى عنه وهو في آخر حياته ، ثم إنه لعن - وهو في السياق - من فعله ، والصلاة > عندها من ذلك ، وإن لم يبن مسجداً ، وهو معنى قوله: أخشى أن يتخذ مسجداً ، فإن الصحابة > لم يكونوا ليبنوا حول قبره مسجداً . وكل موضع قصدت الصلاة فيه فقد اتخذ مسجداً ، بل > كل موضع يصلى فيه يسمى مسجداً كما قال صلى الله عليه وسلم: ' جُعِلَتُ لي الأرض مسجداً وطهوراً ' . > > ش: قوله: ' عن جندب بن عبد الله ' . أي: ابن سفيان البجلي أبو عبد الله ، وينسب > إلى جده ، صحابي مشهور مات بعد الستين . > > قوله: ' إني أبرأُ إلى الله أن يكون لي منكم خليلُ ' ، أي: أمتنع من هذا وأنكره . > والخليل: هو المحبوب غاية المحبة ، مشتق من الخلة بفتح الخاء وهي تخلل المودة في > القلب ، كما قال الشاعر: > % ( قد تخللت مسلك الروح مني % وبذا سمي الخليل خليلاً ) % > > هذا هو الصحيح في معناه ، كما ذكره شيخ الإسلام وابن القيم وابن كثير وغيرهم . > > قال القرطبي: وإنما كان ذلك لأن قلبه صلى الله عليه وسلم قد امتلأ من محبة الله ، وتعظيمه ومعرفته ، > فلا يسع لمخالة غيره . > > قوله: ' فإن الله قد اتخذني خليلاً ' . فيه التصريح بأنه الخلة أكمل من المحبة قال ابن > القيم: وأما ما يظنه بعض الغالطين من أن المحبة أكمل من الخلة ، وأن إبراهيم خليل الله ، > ومحمد صلى الله عليه وسلم حبيب الله ، فمن جهلهم ، فإن المحبة عامة والخلة خاصة ، وهي نهاية المحبة ، > قال: وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الله قد اتخذه خليلاً ، ونفى أن يكون له خليل غير ربه ، مع > إخباره بحبه لعائشة ولأبيها ولعمر بن الخطاب رضي الله عنهم وغيرهم . وأيضاً فإن الله > يحب التوابين ، ويحب المتطهرين ، ويجب الصابرين ، وخلته خاصة بالخليلين . وفيه جواز >