فهرس الكتاب
الصفحة 258 من 639

> لهم عن غيرهم ، فإذا كان صلى الله عليه وسلم لعن من بنى المساجد على قبور الأنبياء ، فكيف بمن بناها على > قبور غيرهم ؟ ! > > قوله: يحذرُ ما صَنَعوا . الظاهر أن هذا من كلام عائشة رضي الله عنها ، أي: أن > الرسول صلى الله عليه وسلم لعن اليهود والنصارى على ذلك تحذيراً لأمته أن تصنع ما صنعوا . قال > القرطبي: وكل ذلك لقطع الذريعة المؤدية إلى عبادة من فيها كما كان السبب في عبادة > الأصنام . > > قوله: ' ولولا ذاك ' . أي: لولا تحذير النبي صلى الله عليه وسلم ما صنعوا ولعن من فعل ذلك . > > قوله: ' لأُبرِزَ قَبره ' ، أي: لدفن خارج بيته ومنه الحديث: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً بارزاً > للناس . أي: جالساً خارج بيته . > > قوله: ( غيرَ أنَّه خشيَ أن يتخذَ مسجداً ) . روي بفتح الخاء وضمها بالبناء للفاعل > والمفعول ، قالوا: فأما رواياة الفتح ، فإنها تقتضي أن النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي أمرهم بذلك ، وأما > رواية الضم ، فيحتمل أن تكون عائشة هي التي خشيت كما في لفظ آخر ، غير أني أخشى . أو > هي ومن معها من الصحابة . قلت: وهذا أظهر ورواية: غير أني أخشى ، لا تخالفه . > > قال القرطبي: ولهذا بالغ المسلمون في سد الذريعة في قبر النبي صلى الله عليه وسلم ، فأعلوا حيطان > تربته ، وسدوا المداخل إليها ، وجعلوها محدقة بقبره صلى الله عليه وسلم ، ثم خافوا أن يتخذ موضع قبره > قبلة إذا كان مستقبل المصلين ، فتصور الصلاة إليه بصورة العبادة ، فبنوا جدارين من ركني > القبر الشماليين ، وحرفوهما حتى التقيا على زاوية مثلثة من ناحية الشمال حتى لا يتمكن > أحد من استقبال قبره . > > قلت: وفي الحديثين مسائل نبه المصنف على بعضها: منها: ما ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم فيمن > بنى مسجداً يعبد الله فيه على قبر رجل صالح ، ولو صحت نية الفاعل . ومنها: النهي عن > التماثيل بتغليظ الأمر . ومنها: نهيه عن فعله عند قبره قبل أن يوجد القبر . ومنها: أنه من > سنن اليهود والنصارى في قبور أنبياءهم . ومنها: لعنه إياهم على ذلك . ومنها: مراده بذلك > تحذيره إيانا عن قبره ، ومنها: العلة في عدم إبراز قبره ، ومنها: ما بلي به صلى الله عليه وسلم من شدة النزع . > > قلت: ومنها التنبيه على علة تحريم ذلك ، تحريم ذلك ، وعلة لعن من فعله . > > قال: ولمسلم: عن جُنْدب بن عبد الله قال: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت بخمس > وهو يقولُ: ' إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل ، فإن الله قد اتخذني خليلاً كما اتخذ > إبراهيم خليلاً ، ولو كنت متخذاً من أمتي خليلاً لاتخَذتُ أبا بكر خليلاً ، ألا وإن من كان > قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد ، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد ، إني أنهاكم عن >

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام