فهرس الكتاب
الصفحة 223 من 639

> صحيح . ورويت عن جماعة من التابعين بأسانيد صحيحة منهم عروة وسعيد بن جبير وأبو > العالية وأبو بكر بن عبد الرحمن وعكرمة ، والضحاك وقتادة ، ومحمد بن كعب القرظي > ومحمد بن قيس والسدي وغيرهم . وذكرهم . وذكرها أيضاً أهل السير وغيرها وأصلها في > ' الصحيحين ' والمقصود منها قوله: تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى . فإن > الغرانيق هي الملائكة على قول ، وعلى آخر هي الأصنام ولا تنافي بينهما ، فإن المقصود > بعبادتهم الأصنام والملائكة والصالحين كما تقدم عن البيضاوي . فلما سمع المشركون هذا > الكلام المقتضي لجواز عبادة الملائكة رجاء شفاعتهم عند الله ظنوا أن رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] قاله ، > فرضوا عنه وسجدوا معه ، وحكموا بأنه قد وافقهم على دينهم من دعاء الملائكة والأصنام > للشفاعة حتى طارت الكلمة كل مطار ، وبلغ المهاجرين إلى الحبشة أنهم صالحوا > رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] ، فعرفت أن الفارق بينهم وبين رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] هي مسألة الشفاعة ، لأنهم > يقولون: نريد من الملائكة والأصنام المصورة على صورهم بزعمهم أن يشفعوا لنا عند الله ، > والرسول [ صلى الله عليه وسلم ] قد أتاهم بإبطال ذلك ، والنهي عنه ، وتكفير من دان به وتضليلهم وتسفيه > عقولهم ، ولم يرخص لهم في سؤال الشفاعة من الملائكة ، ولا من الأنبياء ولا الأصنام ، بل > أتاهم بقوله تعالى: ^ ( قُل لله الشفعةُ جميعاً ) ^ [ الزمر: 44 ] وقوله: ^ ( ءأتخذُ من دُونه ءالهة > إِن يُردنِ الرحمن بِضُر لا تُغن عنِىِ شفعتهم شيئاً ولا ينقذُونِ * إِنِّي إِذاً لَفِي ضَلَلٍ مُبِين * ) ^ > [ يس: 23 - 24 ] وهذا كثير جداً لمن تتبعه . والمقصود أن المشركين الأولين يدعون الملائكة > والصالحين ليشفعوا لهم عند الله ، كما تشهد به نصوص القرآن ، وكتب التفسير والسير ، > والآثار طافحة بذلك ، ويكفي العاقل المنصف قوله تعالى: ^ ( وَيومَ يحشرهُم جميعاً ثُم يقولُ > للملئكةِ أَهؤلاءِ إياكم كَانُوا يعبدون * قالوا سُبحَنَك أَنت وَلينا من دونهم بل كانوا يعبدون > الجن أكثرهم بِهم مُؤمنون * ) ^ [ سبأ: 40 - 41 ] . > > قال: وقوله: ! 2 < قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض > 2 ! [ سبأ: 22 ] . > > ش: هذه الآية هي التي قال فيها بعض العلماء: إنها تقطع عروق شجرة الشرك من > القلب لمن عقلها . قال ابن القيم في الكلام عليها: وقد قطع الله الأسباب التي يتعلق بها >

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام