> يُحرّفونه ويزيدون فيه ' قال معمر: قلت للزهري: أكان يرمى بها في الجاهلية ؟ قال: نعم . > قال أرأيت ^ ( وَأَنَّا كُنَّا نَقعدُ مِنْهَا مَقَعدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَستَمِعِ الآنَ يجِد لَهُ شِهَاباً رَصَداً * ) ^ [ الجن: > 9 ] قال: غلظت ، وشدد أمرها حين بعث رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] . وفيه الرد على المنجمين الذين > ينسبون الخير والشر ، والإعطاء والمنع إلى الكواكب بحسب السعود منها والنحوس ، وعلى > حسب كونها في البروج الموافقة ، أو المنافرة ، ونحو ذلك لما في الرمي بها من الدلالة على > تسخيرها لما خلقت له ، كما قال تعالى: ^ ( إِنَّ رَبكُمُ اللهُ الذِي خلقَ السَّمَوتِ والأَرضَ فيِ > ستَّةِ أَيَّامٍ ثُم استَوىَ علَى العَرِش يغُشى اليلَ النهارَ يَطْلُبُهُ حثيثاً والشَّمسَ والقَمَرَ وَالنُّجومَ مُسَخَرتِ > بِأَمرِه أَلاَ لَهُ الخَلقُ والأَمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ العَلمِينَ * ) ^ [ الأعراف: 54 ] . > > قوله: ' فيكذب مَعَها مائَةَ كَذبة ' ، أي: يكذب الكاهن أو الساحر مع الكلمة التي ألقاها > إليها وليه من الشياطين مائة كذبة ، بفتح الكاف وسكون الذال المعجمة ، أو يكذب الشيطان مع > الكلمة التي استرقها مائة كذبة ، ويخبر بالجميع وليه من الإنس ، فما جاؤوا به على وجهه فهو > صدق ، وما خلط فيه فهو كذب ، ومع هذا فيفتتن الإنس بالإنس الساحر والكاهن ، ويفتتنان > بوليهما من الشياطين ، ويقبلون ما جاؤوا به من الصدق والكذب ، لكونهم قد يصدقون فيما > يأتون به من خبر السماء . > > قوله: ' فيُقال: أَليس قد قال لَنَا يومَ كذا كذا ؟ ' هكذا بيض المصنف في هذا الموضع ، > ولفظ الحديث في ' الصحيح ' فيقال: أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا هكذا ' والمعنى أن الذين > يأتون الكهان يصدقونهم في كذبهم ، ويستدلون على ذلك بكونهم يصدقون بعض الأحيان > فيما سمعوه من الوحي ، ويذكرون أنه أخبرهم بشيء مرة فوجدوه حقاً ، وتلك الكلمة من > الحق كما في ' الصحيح ' عن عائشة قلت: يا رسول الله: إن الكهان كانوا يحدثونا بالشيء > فنجده حقاً ، قال: ' تلك الكَلِمَةُ الحَقُّ يخطَفُها الجِني فيقْذِفُها في أُذن وَلِيهِ ، ويزيدُ فِيها مائَة > كَذْبَةٍ ' . وفيه قبور النفوس للباطل ، كيف يتعلقون بواحدة ، ولا يعتبرون بمائة كذبة ؟ ! >