> وهم الشياطين يركب بعضهم بعضاً ، فيسمعون أصوات الملائكة بالأمر يقضيه الله ، كما قال > تعالى: ^ ( وَحَفِظنَهَا مِن كُلِ شَيطَنٍ رَجِيمٍ * إلا مَنِ استَرقَ السَّمَعَ فأَتبعهُ شِهَابٌ مُبِينٌ * ) ^ > [ الحجر: 17 - 18 ] وفي ' صحيح البخاري ' عن عائشة مرفوعاً: ' إنَّ الملائكة تنزلُ في العنان > وهو السحابُ ، فتذكر الأمرَ قُضيَ في السماء ، فَتَسْتَرِقُ الشياطينُ السَّمْعَ فتسمَعُهُ ، فتوحيه إلى > الكُهَّانِ فيكذبونَ معها مائَةَ كذبةٍ من عندِ أنفسِهم ' وظاهر هذا أنهم لا يسمعون كلام > الملائكة الذين في السماء الدنيا ، وإنما يسمعون كلام الملائكة الذين في السحاب . > > قوله: ' وصَفَهُ سفيان بِكَفّه ' . أي: وصف ركوب بعضهم فوق بعض . وسفيان هو ابن > عيينة أبو محمد الهلالي الكوفي ثم المكي ، ثقة حافظ فقيه إمام حجة ، إلا أنه تغير حفظه > بأخره ، وربما دلس لكن عن الثقات . مات سنة ثمان وتسعين ومائة وله إحدى وتسعون > سنة . > > قوله: ' فحرَّفها ' بحاء مهملة وراء مشددة وفاء . > > قوله: ' وبدد ' أي: فرق بين أصابعه . > > قوله: ' فيسمعُ الكلمةَ فيُلْقيها إلى مَن تَحته ' . أي: يسمع المسترق الفوقاني الكلمة من > الوحي ، فيلقيها إلى الشيطان الذي تحته ، ثم يلقيها الآخر من تحته ، حتى يلقيها على لسان > الساحر والكاهن ، وحينئذ يقع الرجم . > > قوله: ' فَرُبَّمَا أدْرَكه الشِّهاب قبل أن يُلْقيها ' . الشهاب هو النجم الذي يرمى به . أي: > ربما أدرك المسترق الشهاب إذا رمى به قبل أن يلقي الكلمة إلى من تحته ، وربما ألقاها > المسترق قبل أن يدركه الشهاب . وهذا يدل على أن الرجم بالنجوم كان قبل المبعث ، كما > روى أحمد ومسلمٌ والترمذي والنسائي عن مَعْمَر ، عن الزهْرِي ، عن عليِّ بن حُسَيْنِ ، عن > ابن عباس قال: كان رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] جالساً في نَفرٍ من أصحابه فرُمِي بِنَجْم فاسْتَتَارَ ، فقال: > ' ما كُنْتُم تقولون إذا كان هذا في الجاهلية ' قالوا: كنا نقول: يُولدُ عظيم ، أو يموت عظيم > قال: ' فإنها لا يُرمَى بها لموتِ أحدٍ ، ولا لحياتِهِ ، ولكِنْ ربُّنا إذا قضَى أَمْراً سَبَّحَ حَمَلَةُ > العرْشِ ، ثم سَبَّحَ أهلُ السَّماءِ الذي يلون حَمَلَةَ العرش ، فيقول الذين يلون حملة العرش > لحملة العرش: ماذا قال ربكم ؟ فيخبرونهم ، ويخبر أهل كل سماء سماء حتى ينتهي الخبر > إلى هذه السماء ، وتَخْطِفُ الجِنُّ السَّمْع فيُرمون ، فما جاؤوا به على وجهه فهو حقٌ ولكنهم >