فهرس الكتاب
الصفحة 191 من 639

> شئتَ دَعَوْتُ ، وإن شِئتَ صَبَرْتَ ، فَهَو خَيرٌ لَكَ ' قال: فادْعُهُ ، فأمَرهُ أن يتَوَضأَ ، وَيُحسِنَ > وضُوءهُ ، ويدْعُو بهذا الدعاء ' اللهُم إِني أَسأَلك ، وأتوجَهُ إِليكَ بنبيك محمدٍ نبي الرحمة ، > إني تَوَجهْتُ بِه إلى رَبي في حَاجتي هذه لتُقضَى ، اللهم فَشَفُعْهُ في ' قال: هذا حديث حسن > صحيح غريب لا نعرفه إلا من رواية أبي جعفر ، وهو غير الخطمي ، هكذا رواه الترمذي > ورواه النسائي وابن شاهين والبيهقي كذلك ، وفي بعض الروايات ' يا محمد إني أتوجه ' > إلى آخره . > > وهذه اللفظة هي التي تعلق بها المشركون ، وليست عند هؤلاء الأئمة . قالوا: فلو كان > دعاء غير الله شركاً لم يعلم النبي [ صلى الله عليه وسلم ] الأعمى هذا الدعاء الذي فيه نداء غير الله . > > والجواب من وجوه: > > الأول: أن هذا الحديث من أصله وإن صححه الترمذي ، فإن في ثبوته نظراً ، لأن > الترمذي يتساهل في التصحيح كالحاكم ، لكن الترمذي أحسن نقداً ، كما نص على ذلك > الأئمة . ووجه عدم ثبوته أنه قد نص أن أبا جعفر الذي عليه مدار هذا الحديث هو غير > الخطمي ، وإذا كان غيره ، فهو لا يعرف ، ولعل عمدة الترمذي في تصحيحه أن شعبة لا > يروي إلا عن ثقة ، وهذا فيه نظر ، فقد قال عاصم بن علي: سمعت شعبة يقول: لو لم > أحدثكم إلا عن ثقة لم أحدثكم إلا عن ثلاثة ، وفي نسخة عن ثلاثين ، ذكره الحافظ > العراقي ، وهذا اعتراف منه بأنه يروي عن الثقة وغيره فينظر في حاله ، ويتوقف الاحتجاج به > على ثبوت صحته . >

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام