فهرس الكتاب
الصفحة 190 من 639

> أعراضهم ونحو ذلك ، أما أذاهم بنحو ضرب أو زجر ، فلا نعلم منافقاً بهذه الصفة . > > قوله: فقال بعضُهم . أي: بعض المؤمنين ، وهذا البعض القائل لذلك يحتمل أن يكون > واحداً ، وأن يكون جماعة ، والظاهر أنه واحد ، وأظن في بعض الروايات أنه أبو بكر الصديق > رضي الله عنه . > > قوله: قُومُوا بنا نَستَغيثُ برسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] . مرادهم الاستغاثة به فيما يقدر عليه بكف > المنافق عن أذاهم ، بنحو ضربه أو زجره ، لا الاستغاثة به فيما لا يقدر عليه إلا الله . > > قوله: ' إِنَّهُ لا يُستغَاثُ بي وإنما يُسْتَغَاثُ بالله ' . قال بعضهم: فيه التصريح بأنه لا يستغاث بالنبي [ صلى الله عليه وسلم ] في الأمور ، وإنما يستغاث بالله . والظاهر أن مراده [ صلى الله عليه وسلم ] إرشادهم إلى > التأدب مع الله في الألفاظ ، لأن استغاثتهم به [ صلى الله عليه وسلم ] من المنافق من الأمور التي يقدر عليها ، > إما بزجره أو تعزيزه ونحو ذلك ، فظهر أن المراد بذلك الإرشاد إلى حسن اللفظ والحماية > منه [ صلى الله عليه وسلم ] لجناب التوحيد ، وتعظيم الله تبارك وتعالى . فإذا كان هذا كلامه [ صلى الله عليه وسلم ] في الاستغاثة به > فيما يقدر عليه ، فكيف بالاستغاثة به أو بغيره في الأمور المهمة التي لا يقدر عليها أحد إلا > الله كما هو جار على ألسنة كثير من الشعراء وغيرهم ؟ ! وقل من يعرف أن ذلك منكر ، > فضلاً عن معرفة كونه شركاً . > > فإن قلت: ما الجمع بين هذا الحديث وبين قوله تعالى: ^ ( فَاسَتَغثهُ الذي من شِيعتهِ على > الذي مِنْ عَدوِهِ ) ^ [ القصص: 51 ] فإن ظاهر الحديث المنع من إطلاق لفظ الاستغاثة على > المخلوق فيما يقدر عليه ، وظاهر الآية جوازه . قيل: تحمل الآية على الجواز ، والحديث > على الأدب والأولى ، والله أعلم . وقد تبين بما ذكر في هذا الباب وشرحه من الآيات > والأحاديث وأقوال العلماء أن دعاء الميت والغائب والحاضر فيما لا يقدر عليه إلا الله > والاستغاثة بغير الله في كشف الضر أو تحويله ، هو الشرك الأكبر ، بل هو أكبر أنواع > الشرك ، لأن الدعاء مخ العبادة ، ولأن من خصائص الإلهية إفراد الله بسؤال ذلك ، إذ معنى > الإله هو الذي يعبد لأجل هذه الأمور ، ولأن الداعي إنما يدعو إلهه عند انقطاع أمله مما > سواه ، وذلك هو خلاصة التوحيد ، وهو انقطاع الأمل مما سوى الله ، فمن صرف شيئاً من > ذلك لغير الله ، فقد ساوى بينه وبين الله ، وذلك هو الشرك ، ولهذا يقول المشركون لآلهتهم > وهم في الجحيم ^ ( تَاللهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَللِ مُبِين * إِذ نُسَوِيكُم بِرَب العلمين * ) ^ [ الشعراء: > 97 - 98 ] ولكن لعباد القبور على هذا شبهات ، ذكر المصنف كثيراً منها في ' كشف > الشبهات ' ونحن نذكر هنا ما لم يذكره . > > فمن ذلك أنهم احتجوا بحديث رواه الترمذي في ' جامعه ' حيث قال: حدثنا مَحمودُ بن > غَيلان ، ثنا عُثمانُ بنُ عُمَر ، ثنا شُعبة عن أبي جعفر عن عمارة بن خزيمة بن ثابت عن > عثمان بن حنيف أن رجلاً ضَريرَ البَصَر أتى النبي [ صلى الله عليه وسلم ] فقال: ادْعُ الله أن يعَافِيني ، قال: ' إن >

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام