> > ش: يقرر تعالى أنه الإله الواحد الذي لا شريك له ، ولا معبود سواه مما يشترك في > معرفته المؤمن والكافر ، لأن القلوب مفطورة على ذلك ، فمتى جاء الاضطرار رجعت > القلوب إلى الفطرة ، وزال ما ينازعها ، فالتجأت إليه وأنابت إليه وحده لا شريك له ، كما > قال تعالى: ^ ( ثُمَ إِذا مَسَكُمُ الضر فَإِلِيهِ تَجئرُونَ * ثُم إِذا كَشَفَ الضُّر عَنكم إِذا فَريقٌ مِنكمُ > بِربِهَم يُشرِكُونَ * ) ^ [ النحل: 53 - 54 ] وقال تعالى: ^ ( وَإِذا مَس الإنسانَ ضُرٌ دَعَا رَبهُ مُنيباً إِليهِ > ثُم إِذا خَولَهُ نِعمةً مِنهُ نَسِىَ مَا كَانَ يَدعواْ إِليه من قَبلُ وَجَعَل للهِ أَنداداً لِيضُل عَن سَبِيلهِ قُل تَمَتَع > بِكُفْرِكَ قَليلاً إِنَك مِن أَصحبِ النَّارِ * ) ^ [ الزمر: 8 ] ومثل هذا كثير في القرآن . > يبين تعالى أنه المدعو عند الشدائد الكاشف للسوء وحده ، فيكون هو المعبود وحده ، > وكذا قال في هذه الآية ^ ( أَمن يُجِيبُ المُضطَرَ إِذا دَعَاهُ ) ^ ، أي من هو الذي لا يلجأ المضطر > إلا إليه والذي لا يكشف ضر المضطرين سواه ، ومن المعلوم أن المشركين كانوا يعلمون أنه لا > يقدر على هذه الأمور إلا الله وحده ، وإذا جاءتهم الشدائد أخلصوا الدعاء لله ، كما قال تعالى: > ! 2 < فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون > 2 ! > [ العنكبوت: 65 ] فتبين أن من اعتقد في غير الله أنه يكشف السوء أو يجيب دعوة المضطر ، > أو دعاه لذلك فقد أشرك شركاً أكبر من شرك العرب كما هو الواقع من عباد القبور . > > قال: وروى الطبراني بإسناده أنه كان في زمن النبي [ صلى الله عليه وسلم ] منافق يؤذي المؤمنين . فقال > بعضهم: قوموا بنا نستغيث برسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] من هذا المنافق . فقال النبي [ صلى الله عليه وسلم ] : ' أنه لا يستغاث > بي وإنما يستغاث بالله ' . > > ش: قوله: روى الطبراني هو: الإمام الحافظ الثقة ، سليمان بن أحمد بن أيوب بن > مطير اللخمي الطبراني صاحب المعاجم الثلاثة وغيرها . روى عن النسائي وإسحاق بن > إبراهيم الدبري وخلق كثير ، ومات سنة ستين وثلاثمائة ، وقد بيض المصنف لاسم > الراوي ، وكأنه والله أعلم نقله عن غيره أو كتبه من حفظه ، والحديث عن عبادة بن الصامت > رضي الله عنه . > > قوله: أنه كان في زمن النبي [ صلى الله عليه وسلم ] منافق يؤذي المؤمنين . هذا المنافق لم أقف على > تسميته ، ويحتمل أن يكون هو عبد الله بن أبي ، فإنه معروف بالأذى للمؤمنين بالكلام في >