فهرس الكتاب
الصفحة 188 من 639

> نَستَعِينُ * ) ^ [ الفاتحة: 5 ] ^ ( رَبِّ ابنِ لِي عِندَكَ بَيتَاً فِي الجَنَةِ ) ^ [ التحريم: 11 ] ولهذا قال: > ^ ( فابتَغُواْ عِندَ اللهِ الرِزقَ ) ^ ، أي: لا عند غيره لأنه المالك له وغيره لا يملك شيئاً من ذلك > ^ ( فَاعبُدُوه ) ^ أي: أخلصوا له العبادة وحده لا شريك له ^ ( وَاشْكُرُواْ لَهُ ) ^ ، أي: على ما أنعم > عليكم ^ ( إِليهِ تُرجَعُونَ ) ^ أي: فيجازي كل عامل بعمله . > > قلت: في الآية الرد على المشركين الذين يدعون غير الله ليشفعوا لهم عنده في جلب > الرزق ، فما ظنك بمن دعاهم أنفسهم ، واستغاث بهم ليرزقوه وينصروه كما هو الواقع من > عباد القبور ؟ وقال المصنف: وفيه أن طلب الرزق لا ينبغي إلا من الله ، كما أن الجنة لا > تطلب إلا منه . > > قال: وقوله: ^ ( ومَن أَضَلُ مِمَّن يَدعُواْ مِن دُونِ اللهِ مَن لا يَستَجِيبُ لَهُ إِلىَ يَوم القِيمة ) ^ > [ الأحقاف: 5 ] > > ش: حاصل كلام المفسرين أن الله تعالى حكم بأنه لا أضل ممن يدعو من دون الله ، > لا دعاء عبادة ولا دعاء مسألة واستغاثة من هذه حاله . ومعنى الاستفهام فيه إنكار أن يكون في > الضلال كلهم أبلغ ضلالاً ممن عبد غير الله ودعاه ، حيث يتركون دعاء السميع المجيب القادر > على تحصيل كل بغية ومرام ، ويدعون من دونه من لا يستجيب لهم ، ولا قدرة به على > استجابة أحد منهم ما دام في الدنيا وإلى أن تقوم القيامة ، كما قال تعالى: ^ ( لَهُ دَعوَةُ الحَقِ > والذين يَدعُونَ من دُونِهِ لاَ يستَجِيبُونَ لَهُم بِشيءٍ إِلا كَبَسطِ كَفيهِ إِلى المَآء لِيبلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبلغِهِ وَمَا دَعاءُ > الكَفِرينَ إِلا في ضَللٍ * ) ^ [ الرعد: 14 ] وقوله: ^ ( وَهُمْ عَن دُعَآئِهم غَفَلُونَ ) ^ [ الأحقاف: 5 ] أي > لا يشعرون بدعاء من دعاهم ، لأنهم إما عباد مسخرون مشتغلون بأحوالهم كالملائكة ، وإما > أموات كالأنبياء والصالحين وإما أصنام وأوثان . وقوله: ^ ( وَإذا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهمُ أَعَدَآءً ) ^ > [ الأحقاف: 6 ] أي: إذا قامت القيامة وحشر الناس للحساب عادوهم وكانوا بعبادتهم الدعاء > وغيره من أنواع العبادة كافرين ، كما قال تعالى: ^ ( واتَخذُوا مِن دُونِ الله ءالِهَةً ليَكُونُواْ لَهُم > عِزاً * كَلا سَيَكفُرُونَ بِعِبَادَتِهم وَيَكُونُونَ عَلِيهم ضِداً * ) ^ [ مريم: 81 - 82 ] فليسوا في > الدارين إلا على نكد ومضرة ، لا تتولاهم بالاستجابة في الدنيا ، وتجحد عبادتهم في الآخرة > وهم أحوج ما كانوا إليها . > > وفي الآيتين مسائل نبه عليها المصنف: أحدها: أنه لا أضل ممن دعا غير الله . الثانية: > أنه غالب عن دعاء الداعي لا يدري عنه الثالثة: أن تلك الدعوة سبب لبغض المدعو للداعي وعداوته له . الرابعة: تسمية تلك الدعوة عبادة للمدعو . الخامسة: كفر المدعو بتلك العبادة . > السادسة: أن هذه الأمور هي سبب كونه أضل الناس . > > قال: ^ ( أمن يُجيبَ المضطر إِذا دَعَاهُ وَيَكشِفُ السُوءَ ) ^ [ النمل: 62 ] . >

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام