فهرس الكتاب
الصفحة 187 من 639

> المشركين ، وهذا كقوله: ^ ( فَلاَ تَدْعُ مَعَ اللهِ إِلَهاً ءاخَرَ فَتَكُونَ مِنَ المُعَذَّبِينَ * ) ^ [ الشعراء: 213 ] > وقوله: ^ ( وَلَقد أُوحىَ إِليكَ وَإِلى الذينَ من قَبلكَ لَئن أَشرَكَتَ لَيحبَطنَّ عَمَلُكَ ولتَكُوننَّ مِنَ > الخَسِرينَ * ) ^ [ الزمر: 65 ] وقوله: في الأنبياء: ! 2 < ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون > 2 ! > [ الأنعام: 88 ] فإذا كان الأمر لا يصدر من الأنبياء وحاشاهم من ذلك لم يفكوا أنفسهم من > عذاب الله ، فما ظنك بغيرهم ؟ فلم يبق شيء يقرب إلى الله ويباعد من سخطه إلا توحيده > والعمل بما يرضاه ، لا الاعتماد على شخص أو قبر أو صنم أو وثن أو مال أو غير ذلك من > الأسباب ^ ( وَمَنَ يَدعُ مَعَ اللهِ إِلَهاً ءاخرَ لاَ بُرهَنَ لَهُ بِهِ فإِنما حِسابُهُ عندَ رَبِهِ إِنَهُ لا يُفلِحُ > الكَفِرُونَ * ) ^ [ المؤمنون: 117 ] والآية نص في أن دعاء غير الله والاستغاثة به شرك أكبر ، > ولهذا قال: ^ ( وَإِن يَمْسَكَ اللهُ بِضُر فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيرٍ فَلاَ رَاد لِفَضلِهِ ) ^ > [ يونس: 107 ] لأنه المتفرد بالملك والقبر والعطاء والمنع ، ولازم ذلك إفراده بتوحيد الإلهية > لأنهما متلازمان ، وإفراده بسؤال كشف الضر وجلب الخير ، لأنه لا يكشف الضر إلا هو ، > ولا يجلب الخير إلا هو ! 2 < ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم > 2 ! [ فاطر: 2 ] فتعين أن لا يدعي لذلك إلا هو ، وبطل دعاء من > سواه ممن لا يملك لنفسه ضراً ولا نفعاً فضلاً عن غيره ، وهذا ضد ما عليه عباد القبور ؛ > فإنهم يعتقدون أن الأولياء والطواغيت الذين يسمونهم المجاذيب ينفعون ويضرون ويمسون > بالضر ويكشفونه ، وأن لهم التصرف المطلق في الملك ، أي: على سبيل الكرامة ، وهذا > فرق شرك كفار العرب ، وإما على سبيل الوساطة بينهم وبين الله بالشفاعة وهذا شرك الذين > قالوا: ! 2 < ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى > 2 ! [ الزمر: 3 ] . > > وفي الآية دليل على أن أصلح الناس لو يفعله إرضاء لغيره صار من الظالمين . ذكره > المصنف . وقوله: ! 2 < يصيب به من يشاء من عباده > 2 ! [ يونس: 107 ] فلا يرده عنه راد ، لأنه > العزيز الذي لا يغالب ولا يمانع ولا راد لقضائه ولا معقب لحكمه ، فأي فائدة في دعاء > غيره لشفاعة أو غيرها ؟ فإنه تعالى فعال لما يريد ، لا يغنيه عنه شفيع ولا غيره ، بل لا يتكلم > أحد عنده إلا بإذنه ! 2 < ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع أفلا تتذكرون > 2 ! > [ السجدة: 4 ] . > > وقوله: ! 2 < وهو الغفور الرحيم > 2 ! [ يونس: 107 ] أي لمن تاب إليه وأقبل عليه حتى ولو > كان من الشرك . > > قال: وقوله: ! 2 < فابتغوا عند الله الرزق > 2 ! [ العنكبوت: 17 ] . > ش: أمر الله تعالى بابتغاء الرزق عنده لا عند غيره ممن لا يملك رزقاً من الأوثان > والأصنام وغيرها ، كما قال في أول الآية: ^ ( إِنَّمَا تَعبدُونَ مِن دونَ اللهِ أَوثَنَاً وتخلقُونَ إِفكاً ) ^ > [ العنكبوت: 17 ] قال ابن كثير: وهذا أبلغ في الحصر كقوله: ^ ( إِيَاكَ نَعبُدُ وَإِيَاكَ >

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام