> > الثاني: أنه في غير محل النزاع ، فأين طلب الأعمى من النبي [ صلى الله عليه وسلم ] أن يدعو له ، وتوجهه > بدعائه مع حضوره ، من دعاء الأموات ، والسجود لهم ، ولقبورهم ، والتوكل عليهم ، > والالتجاء إليهم في الشدائد والنذر والذبح لهم ، وخطابهم بالحوائج من الأمكنة البعيدة: يا > سيدي يا مولاي افعل بي كذا ؟ ! فحديث الأعمى شيء ، ودعاء غير الله تعالى والاستغاثة به > شيء آخر ، فليس في حديث الأعمى شيء غير أنه طلب من النبي [ صلى الله عليه وسلم ] أن يدعو له ، ويشفع > له ، فهو توسل بدعائه وشفاعته ، ولهذا قال في آخره ' اللهم فشفعه في ' فعلم أنه شفع له . > وفي رواية أنه طلب من النبي [ صلى الله عليه وسلم ] أن يدعو له ، فدل الحديث على أنه [ صلى الله عليه وسلم ] شفع له بدعائه > وأن النبي [ صلى الله عليه وسلم ] أمره هو أن يدعو الله ويسأله قبول شفاعته ، فهذا من أعظم الأدلة على أن > دعاء غير الله شرك ، لأن النبي [ صلى الله عليه وسلم ] أمره أن يسأل قبول شفاعته ، فدل على أن النبي [ صلى الله عليه وسلم ] لا > يُدعىَ ، ولأنه [ صلى الله عليه وسلم ] لم يقدر على شفائه إلا بدعاء الله له . فأين هذا من تلك الطوام ، والكلام > إنما هو في سؤال الغائب المخلوق فيما لا يقدر عليه إلا الله ، أما أن تأتي شخصاً > يخاطبك فتسأله أن يدعو لك فلا إنكار في ذلك على ما في حديث الأعمى ، فالحديث سواء > كان صحيحاً أو لا ، وسواء ثبت قوله فيه: يا محمد أو لا ، لا يدل على سؤال الغائب ، ولا > على سؤال المخلوق فيما لا يقدر عليه إلا الله بوجه من وجوه الدلالات . ومن ادعى ذلك ، > فهو مفتر على الله وعلى رسوله [ صلى الله عليه وسلم ] ، لأنه إن كان سأل النبي [ صلى الله عليه وسلم ] نفسه ، فهو لم يسأل منه إلا > ما يقدر عليه ، وهو أن يدعو له ، وهذا لا إنكار فيه وإن كان توجه به من غير سؤال منه نفسه ، > فهو لم يسأل منه ، وإنما سأل من الله به ، سواء كان متوجهاً بدعائه ، كما هو نص أول > الحديث وهو الصحيح ، أو كان متوجهاً بذاته على قول ضعيف ، فإن التوجه بذوات > المخلوقين ، والإقسام بهم على الله بدعة منكرة ، لم تأت عن النبي [ صلى الله عليه وسلم ] ، ولا عن أحد من > أصحابه ، والتابعين لهم بإحسان ، ولا الأئمة الأربعة ونحوهم من أئمة الدين . قال أبو > حنيفة . لا ينبغي لأحد أن يدعو الله إلا به . وقال أبو يوسف: أكره بحق فلان وبحق أنبيائك > ورسلك ، وبحق البيت ، والمشعر الحرام . وقال القدوري: المسألة بحق المخلوق لا تجوز ، > فلا يقول: أسألك بفلان أو بملائكتك أو أنبيائك ونحو ذلك ، لأنه لا حق للمخلوق على > الخالق ، واختاره العز بن عبد السلام ، إلا في حق النبي [ صلى الله عليه وسلم ] خاصة إن ثبت الحديث ، يشير > إلى حديث الأعمى ، وقد تقدم أنه على تقدير ثبوته ليس فيه إلا أنه توسل بدعائه لا بذاته . > > وقد ورد في ذلك حديث رواه الحاكم في ' مستدركه ' فأبعد النجعة من طريق > عبد الرحمن بن زيد بن أسلم لما أذنب آدم الذنب الذي أذنبه ، رفع رأسه إلى العرش ، > فقال: أسألك بحق محمد إلا غفرت لي . . . الحديث . وهو حديث ضعيف بل موضوع ، >