فهرس الكتاب
الصفحة 177 من 639

> > الرابع: قوله: فإن لي ذمة . . . إلى آخره . > > كذب على الله وعلى رسوله [ صلى الله عليه وسلم ] فليس بينه وبين من اسمه محمد ذمة إلا بالطاعة ، لا > بمجرد الإشراك في الاسم مع الشرك . > الخامس: قوله: > % ( إن لم يكن في معادي . . . البيت . % ) % > > تناقض عظيم وشرك ظاهر ، فإنه طلب أولاً أن لا يضيق به جاهه ، ثم طلب هنا أن > يأخذ بيده فضلاً وإحساناً ، وإلا فيا هلاكه . > > فيقال: كيف طلبت منه أولاً الشفاعة ثم طلبت منه هنا أن يتفضل عليك فإن كنت > تقول: إن الشفاعة لا تكون إلا بعد إذن الله ، فكيف تدعو النبي [ صلى الله عليه وسلم ] وترجوه وتسأله > الشفاعة ؟ فهلا سألتها من له الشفاعة جميعاً الذي له ملك السموات والأرض الذي لا تكون > الشفاعة إلا من بعد إذنه ، فهذا يبطل عليك طلب الشفاعة من غير الله . > > وإن قلت: ما أريد إلا جاهه ، وشفاعته بإذن الله . > > قيل: فكيف سألته أن يتفضل عليك ويأخذ بيدك في يوم الدين ، فهذا مضاد لقوله > تعالى: ^ ( وَمَآ أَدْرَك مَا يَوْمُ الدّيِنِ * ثُمَّ مَآ أَدْرَك مَا يَوْمُ الدّين * يَومَ لاَ تَمْلِكُ نَفسٌ لِنَفسِ > شَيْئاً وَالأَمْرُ يَوْمئِذٍ للهِ * ) ^ [ الانفطار: 17 - 19 ] فكيف يجتمع في قلب عبد الإيمان بهذا > وهذا . > > وإن قلت: سألته أن يأخذ بيدي ، ويتفضل علي بجاهه وشفاعته . > > قيل: عاد الأمر إلى طلب الشفاعة من غير الله ، وذلك هو محض الشرك . > > السادس: في هذه الأبيات من التبري من الخالق - تعالى وتقدس - والاعتماد على > المخلوق في حوادث الدنيا والآخرة ما لا يخفى على مؤمن فأين هذا من قوله تعالى: > ! 2 < إياك نعبد وإياك نستعين > 2 ! [ الفاتحة: 5 ] وقوله تعالى: ! 2 < فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم > 2 ! [ التوبة: 129 ] وقوله: > ^ ( وَتَوَكَّلَ عَلَى الحي الَّذِي لاَ يَمُوتُ وَسَبِحْ بِحَمدِهِ وَكَفَى بِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيراً * ) ^ [ الفرقان: > 58 ] وقوله تعالى: ^ ( قُلْ إِنِي لآَ أَمْلِكُ لَكُمُ ضَراً ولاَ رَشداً * قُلْ إِنّي لَن يُجيرني مِن اللهِ أَحدٌ وَلَن أَجِدَ > مِن دُونِهِ مُلْتَحداً * إِلا بَلَغَاً مِنَ اللهِ وَرِسَلَتِهِ ) ^ [ الجن: 21 - 23 ] . > > فإن قيل: هو لم يسأله أن يتفضل عليه ، وإنما أخبر أنه إن لم يدخل في عموم شفاعته > فيا هلاكه . قيل: المراد بذلك سؤاله ، وطلب الفضل منه ، كما دعاه أول مرة وأخبر أنه لا > ملاذ له سواه ، ثم صرح بسؤال الفضل والإحسان بصيغة الشرط والدعاء ، والسؤال كما >

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام