فهرس الكتاب
الصفحة 138 من 639

> > قوله: ( فقلنا: يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط ) . أي شجرة مثلها نعلق عليها ، > ونعكف حواليها ، ظنوا أن هذا أمر محبوب عند الله فقصدوا التقرب إلى الله بذلك ، وإلا > فهم أجل قدراً ، وإن كانوا حديثي عهد بكفر عن قصد مخالفة النبي [ صلى الله عليه وسلم ] . > > قوله: ( فقال النبي [ صلى الله عليه وسلم ] : ) ' الله أكبر ' هكذا في بعض الروايات . وفي رواية الترمذي > ' سبحان الله ' والمقصود باللفظين واحد ، لأن المراد تعظيم الله ، وتنزيهه عن الشرك ، > والتقرب به إليه ، وفيه تكبير الله وتنزيهه عند التعجب ، أو ذكر الشرك ، خلافاً لمن كرهه . > > قوله: ( إنها السُنن ) ، بضم السين ، أي: الطرق . > > قوله: ' قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى: اجعل لنا إلهاً . . . الخ ' > أخبر [ صلى الله عليه وسلم ] أن هذا الأمر الذي طلبوه منه ، وهو اتخاذ شجرة للعكوف عندها ، وتعليق الأسلحة > بها تبركاً ، كالأمر الذي طلبه بنو إسرائيل من موسى عليه السلام حيث قالوا: اجعل لنا إلهاً > كما لهم آلهة ، فإذا كان اتخاذ شجرة لتعليق الأسلحة ، والعكوف عندها ، اتخاذ إله مع الله > مع أنهم لا يعبدونها ، ولا يسألونها ، فما الظن بما حدث من عباد القبور من دعاء الأموات ، > والاستغاثة بهم ، والذبح ، والنذر لهم ، والطواف بقبورهم ، وتقبيلها ، وتقبيل أعتابها > وجدرانها ، والتمسح بها ، والعكوف عندها ، وجعل السدنة والحجاب لها ؟ ! وأي نسبة بين > هذا ، وبين تعليق الأسلحة على شجرة تبركاً ؟ ! > > قال الإمام أبو بكر الطرطوشي من أئمة المالكية: فانظروا رحمكم الله أينما وجدتم > سدرة أو شجرة يقصدها الناس ، ويعظمونها ، ويرجون البرء والشفاء من قبلها ، ويضربون بها > المسامير والخرق ، فهي ذات أنواط فاقطعوها . وقال الحافظ أبو محمد عبد الرحمن بن > إسماعيل الشافعي المعروف بأبي شامة في كتاب ' البدع والحوادث ': ومن هذا القسم أيضاً > ما قد عم الابتلاء به من تزيين الشيطان للعامة ، تخليق الحيطان والعمد ، وسرج مواضع > مخصوصة في كل بلد يحكي لهم حاك أنه رأى في منامه بها أحداً ممن شهر بالصلاح > والولاية فيفعلون ذلك ، ويحافظون عليه مع تضييعهم فرائض الله تعالى وسننه ، ويظنون أنهم > متقربون بذلك ، ثم يتجاوزون هذا إلى أن يعظم وقع تلك الأماكن في قلوبهم فيعظمونها ، > ويرجون الشفاء لمرضاهم وقضاء حوائجهم بالنذر لهم ، وهي من بين عيون وشجر وحائط > وحجر ، وفي مدينة دمشق صانها الله من ذلك مواضع متعددة كعونية الحما خارج باب > توماً ، والعمود المخلق داخل باب الصغير ، والشجرة الملعونة اليابسة خارج باب النصر في > نفس قارعة الطريق سهل الله قطعها واجتثاثها من أصلها ، فما أشبهها بذات أنواط الواردة في > الحديث ثم ذكر الحديث المتقدم ، وكلام الطرطوشي الذي ذكرنا ، ثم قال: ولقد أعجبني ما > صنعه الشيخ أبو إسحاق الجبنياني رحمه الله تعالى أحد الصالحين ببلاد أفريقية في المائة > الرابعة حكى عنه صاحبه الصالح أبو عبد الله محمد بن أبي العباس المؤدب أنه كان إلى >

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام