فهرس الكتاب
الصفحة 137 من 639

> المخزومي ، حدثنا سفيان ، عن الزهري ، عن سنان بن أبي سنان ، عن أبي واقد الليثي أن > رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] ، لما خرج إلى حنين مر بشجرة للمشركين يقال لها: ذات أنواط يعلقون > عليها أسلحتهم ، قالوا: يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط ، فقال > النبي [ صلى الله عليه وسلم ] : ' سبحان الله هذا كما قال قوم موسى اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة ، والذي نفسي > بيده لتركبن سنة من كان قبلكم ' هذا حديث حسن صحيح . وأبو واقد الليثي اسمه > الحارث بن عوف . وفي الباب عن أبي سعيد ، وأبي هريرة ، هذا لفظ الترمذي بحروفه . > وفيه مخالفة لما في الكتاب لفظاً ومعنى ، وقد اتفق اللفظان على المقصود هنا . وقد رواه > أحمد وأبو داود وأبو يعلى وابن أبي شيبة والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم > والطبراني بنحوه . وروى ابن أبي حاتم وابن مردويه والطبراني من طريق كثير بن عبد الله بن > عمرو بن عوف عن أبيه عن جده نحوه أيضاً . > > قوله: ( عن أبي واقد الليثي ) . اسمه الحارث بن عوف ، كما قال الترمذي ، وقيل: > الحارث بن مالك ، صحابي مشهور . مات سنة ثمان وستين وله خمس وثمانون سنة . > > قوله: ( خرجنا مع رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] إلى حنين ) . في حديث عمرو بن عوف ، قال: غزونا > مع رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] يوم الفتح ونحن ألف ونيف حتى إذا كان بين حنين والطائف . ولا مخالفة > بينهما في المعنى ، فإن غزوة الفتح وحنين كانتا في سفر واحد . > > قوله: ( ونحن حدثاء عهد بكفر ) ، أي: قريبو عهد بكفُر ، ففيه دليل أن غيرهم لا يجهل > هذا ، وإن المنتقل من الباطل الذي اعتاده قلبه لا يأمن أن يكون في قلبه بقية من تلك العادات > الباطلة ، ذكره المصنف . > > قوله: ( يعكفون عندها ) . الاعتكاف: هو الإقامة على الشيء بالمكان ، ولزومها ، ومنه > قوله: ^ ( مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنَتُمْ لَهَا عَكِفُونَ ) ^ [ الأنبياء: 53 ] وكانوا يعكفون عند هذه السدرة > تبركاً بها . وفي حديث عمرو بن عوف قال: كان يناط بها السلاح فسميت ذات أنواط ، > وكانت تعبد من دون الله ، فلما رآها رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] ، صرف عنها في يوم صائف إلى ظل هو > أدنى منها . . . الحديث فيجمع بينهما بأن عبادتها هي العكوف عندها رجاء لبركتها . > > قوله: ( وينُوطون بها أسلحتهم ) أي: يعلقونها عليها للبركة . > > قوله: ( يقال لها: ذات أنواط ) . قال أبو السعادات: سألوه أن يجعل لهم مثلها فنهاهم > عن ذلك . وأنواط جمع نوط ، وهو مصدر سمي به المنوط . >

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام