فهرس الكتاب
الصفحة 570 من 595

هذا الأثر ليس مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فراويه تابعي ، ومثل هذا الخبر لايقال بالرأي ، بل لابد فيه من دليل صحيح من الكتاب والسنة ، وإذا كان كذلك فلا يحتج به ، فلا يحتج إلا بما ثبت عن رسول الله ، وهذا ليس قولاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم، بل هو قول تابعي ، وديننا لانأخذه إلا مما ثبت عنه عليه الصلاة والسلام .

-وروى الأزرقي كذلك قال: حدثني مهدي بن أبي المهدي قال: حدثنا عبدالرحمن بن عبدالله مولى بني هاشم عن حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن محمد بن سابط عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( كان النبي من الأنبياء إذا هلكت أمته لحق بمكة فيتعبد بها النبي ومن معه حتى يموت فيها ، فمات بها نوح وهود وصالح وشعيب ، وقبورهم بين زمزم والحجر ) .

هذا الأثر لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه مرسل ، فمحمد بن سابط ليس من الصحابة ، وقد نظرت في الإصابة لابن حجر فلم أجده ذكره ، ثم إن عطاء بن السائب اختلط بآخره ، قال أحمد: من سمع منه قديماً فهو صحيح ، ومن سمع منه حديثا لم يكن بشئ ، وقال يحي بن معين: لايحتج به ، قال ابن كثير: وأما قبره عليه السلام فروى ابن جرير والأزرقي عن عبدالرحمن بن سابط أو غيره من التابعين مرسلاً أن قبر نوح عليه السلام بالمسجد الحرام.

الشاهد من كلامه أنه قال: مرسلاً ، والمرسل من أنواع الحديث الضعيف.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام