ومعنى هذا الحديث البشارة بوجود اثني عشر خليفة صالحا يقيم الحق ويعدل فيهم ولايلزم من هذا تواليهم وتتابع أيامهم بل وقد وجد منهم أربعة على نسق وهم الخلفاء الأربعة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم ومنهم عمر بن عبد العزيز بلا شك عند الأئمة وبعض بني العباس ولاتقوم الساعة حتى تكون ولايتهم لامحالة والظاهر أن منهم المهدي المبشر به في الأحاديث الواردة بذكره فذكر أنه يواطئ إسمه إسم النبي ? وإسم أبيه إسم أبيه فيملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما وليس هذا بالمنتظر الذي تتوهم الرافضة وجوده ثم ظهوره من سرداب سامرا فإن ذلك ليس له حقيقة ولا وجود بالكلية بل هو من هوس العقول السخيفة وتوهم الخيالات الضعيفة وليس المراد بهؤلاء الخلفاء الإثني عشر الأئمة الاثني عشر الذين يعتقد فيهم الإثنا عشر من الروافض لجهلهم وقلة عقلهم
ويسأل الرافضة دائما هذا السؤال: من هو إمام زمانك؟
فأقول: لو خرج علينا وعرفنا بنفسه لعرفناه ولو أنكرناه آنذاك لحق لميتتنا أن تكون ميتة جاهلية. أما أن يختبئ علينا ويجبرنا على التعرف على المجهوا فهذا تكليف بما لا يطاق.
ترى ماذا قال علماؤهم: قال الخوئي « الروايات المتواترة الواصلة إلينا من طريق العامة والخاصة قد حددت الأئمة عليهم السلام بإثني عشر من ناحية العدد ولم تحددهم بأسمائهم عليهم السلام واحدا بعد واحد (صراط النجاة2/453 للخوئي وتعليقات التبريزي) . وهذا نص على أن الأئمة مجهولون فكيف تطالبوننا بإعطائكم أسماءهم؟
أنتم عندكم ثلاثة عشر وليس اثني عشر. « إني واثني عشر من ولدي وأنت يا علي زر الأرض يعني أوتادها وجبالها - بنا أوتد الله الأرض أن تسيخ بأهلها، فإذا ذهب الإثنا عشر من ولدي ساخت الأرض بأهلها» (الكافي1/448) .
لا يكون إماما ولا يستحق الإمامة من اختبأ في السرداب. هذا مجرد من أدنى مقومات الإمامة. وكما أننا لا نشتري سمكا في البحر كذلك لا نبايع لإماما في سرداب.
أوصاف الحديث كلها لا تنطبق على من يدعي الرافضة إمامتهم. فلم يتول أحد من الأئمة الإمامة إلا علي وشطر من إمامة الحسن ثم ما لبث أن تنازل عنها وقدمها هدية إلى معاوية. فكيف قدم له الحسن هذه الهدية؟ وكيف بايع علي الخلفاء الثلاثة: دعوا الرافضة يحاولون حل هذه المعضلة: إنا منتظرون.
فالذين تولوا اثنان وبقي على الشيعة أن يعلموا أن عشرة لم يتولوا شيئا.
أن الإمامية مختلفون في عدد الأئمة. فلو أخذنا بنظرية الشيعة الأفطحية الذين يشترطون الوراثة العمودية في الإمامة.
لأصبح الإمام الحسن العسكري هو الإمام الإثني عشر بعد الإقرار بإمامة عبد الله بن الأفطح بن جعفر الصادق أو الإعتراف بإمامة زيد بن علي الذي اعترف بإمامته قسم من الشيعة الإمامية الأولى.
إذاً … استدلال الشيعة الإثناعشرية بروايات كهذه لا تنطبق بحال من الأحوال على الأئمة الإثني عشر لديهم ، ودون وجود دليل علمي على ولادة محمد بن الحسن العسكري ( الإمام الإثني عشر الغائب ) هو نوع من الافتراض والظن والتخمين … وليس استدلالاُ علمياً قاطعاً.
أن الحديث يقول (عزيزا - قائما) والمسلمون يعانون المهانة والذلة. فلماذا يعاني المسلمون الذل وتسلط العدو شرقا وغربا وشمالا وجنوبا؟ وهذا الثاني عشر الذي نحن الآن في ظل دولته يعيش في السرداب يشارك عالم الصراصير والعقارب والثعابين ويعتزل العالم الاسلامي؟ إن كان في السرداب فالسرداب حاكمه كالمسجون. وإن كان خارج السرداب فهذه مصيبة: هل هو مشرد أم منفي؟ ما الذي أشغله عن أحوال المسلمين؟ إما أن يكون الحديث متناقضا وإما أن تكون أفهامكم باطلة.
كان عهد الخلفاء الراشدين عهد فتوحات ومد إسلامي لم يعهد له مثيل حتى وصل زحف المسلمين في عهد عثمان إلى الصين.