فهرس الكتاب
الصفحة 449 من 595

هذا الحديث رواه البخاري عن أبي سعيد الخدري وورد فيها « فيأتيهم الجبار في صورة غير صورته التي رأوه فيها أول مرة فيقول أنا ربكم، فيقولون أنت ربنا، فلا يكلمه إلاّ الاَنبياء، فيقول: هل بينكم وبينه آية تعرفونه؟ فيقولون: الساق، فيكشف عن ساقه فيسجد له كل مؤمن» (البخاري9/159) .

المشرك لا يحرص على التنزيه. وأنت ستدافع عن قول الخميني فاطمة اله. فكيف تكون منزها؟

وهذا الحديث الصحيح نص صريح في إثبات الصفات لله التي وصف بها نفسه وأوحى بها إلى رسله. ولهذا حمل بعض أهل العلم الصورة هنا على الصفة كالبيهقي وغيره. لأن الصفة من معاني الصورة كما هو ثابت في التعريف اللغوي للفظ الصورة.

وإن من جملة ما وصف الله به نفسه هو الساق. وهذا الحديث نص على ذلك فيكشف عن ساقه. حيث إن المعطلة يرون أن هذه العبارة باطلة لا تليق بالله. ولا يزالون يستنكفون عن إثبات صفة الساق لله تعالى، وسوف يرسبون في هذا الاختبار يوم القيامة.

والمخطئ في الإثبات خير من المخطئ في التعطيل.

وهو أقل وقوعا في الخطأ من المعطل.

لأن المثبت بنى دينه على التسليم لكل ما أوحى الله به حتى الصورة. ولم يغفل التنزيه. فإن أعظم التنزيه تنزيه الله عن أن يصف نفسه بصفة لا تليق به، فهل عند المعطل مثل هذا؟

أما المعطل فقد بنى تعطيله على عدم التسليم لله ولا الثقة بما يوجي به، جل ما عنده التمسك بقوله تعالى (ليس كمثله شيء) وهي عذر التعطيل.

فإن الذي وصف نفسه بأنه (ليس كمثله شيء) هو نفسه الذي وصف نفسه بأن له عينين ويدا وساقا وأنه يجيء وينزل.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام