فهرس الكتاب
الصفحة 546 من 595

قبل كل شيء لا تنس أمرا مهما يسقط الاستدلال الرافضي وهو إخراج الرافضة زينب وأم كلثوم من حديث الكساء. فعدم دخولهما في الكساء أحدث مشكلة كبيرة عند الرافضة لا يخرجون منها إلا بالطعن بنسب هاتين الطاهرتين. وإنكار أن تكونا من بنات النبي صلى الله عليه وسلم.

والزوجة هي الأهل حتى في مذهب الشيعة وإن أنكروه مكابرة وتعصبا.

وتأملوا هذه الأدلة:

الأول: عن على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي قال: قلت لابي عبد الله (عليه السلام جعلت فداك إني لما قضيت نسكي للعمرة أتيت أهلي ولم اقصر قال: عليك بدنة، قال: قلت: إني لما أردت ذلك منها ولم تكن قصرت امتنعت فلما غلبتها قرضت بعض شعرها بأسنانها، فقال: رحمها الله كانت أفقه منك عليك بدنة وليس عليها شئ»(الكافي4/441 وصحح المجلسي18/83) .

الثاني: قال الخميني « الصادق عليه السلام: إذا أتى أحدكم أهله فليذكر الله، فان لم يفعل وكان منه ولد» كان شرك شيطان» (تحرير الوسيلة2/239 هداية العباد2/303 للكلبايكاني من لايحضره الفقيه3/404 وسائل الشيعة2/118 بحار الأنوار6/201) . وفي لفظ « فان من لم يذكر الله عند الجماع فكان منه ولد كان شرك شيطان» (بحار الأنوار6/201) .

الثالث: ما رواه الشيعة وصححوه أن رجلا من الأنصار أتى النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله هلكت وأهلكت، فقال: وما أهلكك؟ قال: أتيت أهلي في شهر رمضان وأنا صائم، فقال له النبي صلى الله عليه وآله أعتق رقبة» (من لا يحضره الفقيه2/115 وسائل الشيعة7/30 مختلف الشيعة الحلي3/442) . وقد أكد الشهيد الثاني صحة الرواية عند الصدوق) عن أبي عبد الله عليه السلام وفيه قول الرجل « وقعت على امرأتي. قال: تصدق واستغفر ربك» (مسالك الأفهام للشهيد الثاني1/15) . ففي هذه الرواية لفظ (امرأتي) والروايات الأخرى (أهلي) فقامت الحجة على القوم من كتبهم.

الرابع: يقول محسن الأمين في كتابه أعيان الشيعة (1/26) » فبويع الحسن ابنه فعوهد ثم غدر به وأسلم ووثب عليه أهل العراق حتى طعن بخنجر في جنبه وانتهب عسكره فوادع معاوية وحقن دمه ودم أهل بيته».

ألستم تلاحظون أنه أتى بلفظ يوجب أن يكون حقن الدم لأزواجه وأولاده أم كان يريد حقن دم أبنائه فقط دون أزواجه؟

أما بالنسبة للحديث فقد قال الهيثمي » فيه محمد بن مصعب: وهو ضعيف الحديث سيء الحفظ« (مجمع الزوائد9/167) .

وهناك رواية أخرى زاد فيها عن أم سلمة » قلت: يا رسول الله ألست من أهلك؟ قال بلى فادخلي في الكساء. قالت: فدخلت في الكساء بعدما قضى دعاءه لابن عمه وابنيه وابنته فاطمة « وبداية الحديث قول أم سلمة لما بلغها مقتل الحسين ( » لعنت أهل العراق. قتلوه قتلهم الله غروه وذلوه لعنهم الله« الحديث. أخرجه أحمد في المسند(6/298) والطبراني في الكبير (3/114) وإسناده صحيح لغيره.

قد ورد من عدة طريق يقوي بعضها بعضا. وقد تتبعها محققو المسند وقالوا عن السند التالي « قال عبد الملك: وحدثني داود بن أبي عوف أبو الجحاف عن شهر بن حوشب عن أم سلمة..» (مسند أحمد محقق رقم26508 44/119 وأما الترقيم بحسب مكتبة التراث الحاسوبية فهو 26592) .

رواية أخرى: أخبرنا أبو عبد الله مرة وأبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي من أصله وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن مكرم ثنا عثمان بن عمر ثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن شريك بن أبي نمر عن عطاء بن يسار عن أم سلمة قالت ثم في بيتي أنزلت إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا قالت فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى فاطمة وعلي والحسن والحسين فقال هؤلاء أهل بيتي وفي حديث القاضي والسمي هؤلاء أهلي قالت فقلت يا رسول الله أما أنا من أهل البيت قال بلى إن شاء الله تعالى».

قال أبو عبد الله هذا حديث صحيح سنده ثقات رواته قال الشيخ وقد روي في شواهده ثم في معارضته أحاديث لا يثبت مثلها في كتاب الله البيان لما قصدناه في إطلاق النبي صلى الله عليه وسلم الآل ومراده من ذلك أزواجه أو هن داخلات فيه» (رواه البيهقي في سننه2/150 والحافظ بان عساكر في تاريخ دمشق14/138) .

وحديث أم سلمة يؤكد دخولها في الكساء.

حدثنا عبدالله قال: حدثني أبي ثنا أبو النضر هاشم بن القاسم ثنا عبد الحميد ابن بهرام قال: حدثني شهر قال » سمعت أم سلمة: .. قال رسول الله ( » اللهم أهلي أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، قلت: يا رسول الله ألست من أهلك؟ قال: بلى فادخلي في الكساء. قالت: فدخلت في الكساء بعدما قضى دعاءه لابن عمه علي وابنيه وابنته فاطمة« (رواه أحمد في فضائل الصحابة بإسناد حسن(2/852 ترجمة رقم 1170) .

لقد كان دعاء الرسول بعد نزول الآية.

هذا النص يضم إلى نصوص أخرى تثبت أن غيرهم أهل بيته. وليس هناك تناقض.

فليس في النص ما يفيد إلى أنهم هم أهله فقط. ولو ورد في االنص التحديد لقلنا به. أو لوقع التناقض. كما لو اقتصرنا على (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ( ولم نكمل قراءتها لأدت إلى فهم باطل وإشكالات عديدة.

وإذا كان أبناء النبي هم المعنيون المخاطبون بالآية فلماذا يجمعهم النبي ويدعو الله قائلا (فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا) .

وإنما أراد النبي أن يتحقق لأبنائه ما خاطب الله به أزواجه.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام