عن زيد بن الحباب عن أبي مودودة عن يزيد بن عبد الملك بن قسيط قال فيه زيد بن الحباب: صدوق كثير الخطأ (ميزان الاعتدال2/100 تهذيب التهذيب3/402) لكنه مقبول في غير الرواية عن الثوري. والاضطراب من جهة يزيد بن عبد الملك ابن قسيط حيث لا يوجد راوٍ بهذا الاسم. وربما هو يزيد بن عبد الله بن قسيط. وفيه أبو مودودة ولعله أبو مودود. فإن يكن هو فهو (عبد العزيز بن أبي سليمان) قال ابن حجر مقبول (التقريب4099) والمقبول عنده يكون ليّناً إذا لم يُتابعه أحد. ولم يتابعه أحد في هذه الرواية .
والرواية التي جاءت بعدها عند مصنف ابن أبي شيبة أوثق منها وهي مناقضة لها: حدثنا أبو بكر قال نا الفضيل بن دكين عن سفيان عن عبد الله بن يزيد الليثي عن سعيد بن المسيب أنه كره أن يضع يده على المنبر: صحيحة وعليها عمل السلف.
فرواة السند مجهولون بسبب اللغط في ضبط أسمائهم.
والرواية تتعارض مع ما ثبت عن عمر رضي الله عنه شدة التحذير من تتبع آثار الأنبياء:
رأى عمر قوماً يتناوبون مكاناً يصلون فيه فقال: ما هذا؟ قالوا مكانٌ صلى فيه رسول الله قال: أتريدون أن تتخذوا آثار أنبيائكم مساجد، إنما هلك من كان قبلكم بهذا. من أدركته فيه الصلاة فليصلّ وإلا فليمض» (أخرجه ابن وضاح القرطبي في كتاب البدع والنهي عنها 41 واللفظ له وابن أبي شيبة في المصنف 2/376 وقال الألباني « رواه سعيد بن منصور في سننه وابن وضاح بإسناد صحيح على شرط الشيخين» (انظر تخريج أحاديث فضائل الشام ودمشق للربعي ص 49 ووفاء الوفا للسمهودي 4/1412) .
« وبلغه أن أناساً يأتون الشجرة التي بويع عندها النبي ( فأمر بها فقُطعَتْ» قال الحافظ في (الفتح(7/448) « إسناده صحيح» .
فخذوه أيها المقلدون حيث حافظ عليه نص.
وعن ابن عمر قال « رجعنا من العام المقبل فما اجتمع منا اثنان على الشجرة التي بايعنا تحتها، كانت رحمة من الله» (رواه البخاري رقم2958) وقد بحث عنها أناس في زمن سعيد بن المسيب أثناء ذهابهم للحج فقال لهم سعيد « حدثني أبي أنه كان فيمن بايع رسول الله ( تحت الشجرة. قال: فلما خرجنا من العام المقبل نسيناها فلم نقدر عليها» . وفي رواية « فعميت علينا» وفي رواية « ثم أنسيتها بعد فلم أعرفها» . قال سعيد للحجيج الباحثين عنها: « إن أصحاب محمد ( لم يعلموها وعلمتموها أنتم؟» (رواه البخاري4162 و4163 و4164) .
فرواياتكم المعلولة المضطربة المنقطعة الضعيفة لا يجوز ترجيحها وتقديمها على رواية عمر عند البخاري في ترك التوسل بدعاء النبي ( بعد موته والتوسل بدعاء عمه العباس، فكيف وأن القوم يقدمون حديثاً ضعيفاً ويهربون به من رواية عمر القطعية السند، الدالة على ترك السلف التوسل به ( بعد موته، وهذا ليس سبيل الصادقين المتجردين للحديث. والمتجرد لعلم الكلام لا يمكن أن يتجرد لعلم الحديث. كيف لا وكثير من الحديث يتعارض وأصول علم الكلام.
نعم. روي عن أحمد في مس المنبر والرمانة لكنه لم يرو في مس القبر فأما الرمانة والمنبر فقد احترقا وأما القبر فلم يثبت عن أحد من الصحابة أنه كان يمسه بل الثابت عنهم النهي عن مسه كما ثبت عن ابن عمر .
قال ابن وضاح محدث الأندلس في (البدع والنهي عنها ص 43) « وكان مالك بن أنس وغيره من علماء المدينة يكرهون إتيان تلك المساجد، وتلك الآثار للنبي ( ما عدا قباءً وأحدا» .