2 - [وغرض فرعون هو كما قال] {فَأَطَّلِعَ} بأن مضمرة بعد فاء السببية، ومعنى مقالته هذه تكذيب موسى عليه السلام في أن الله أرسله، أو أن إلهًا في السماء، ولذلك قال: {وَإِنِّي لأَظُنُّهُ كَاذِبًا} أي: فيما يدعيه من الرسالة أو فيما يدعيه بأن له إلها في السماء.
3 -الشاهد من الآية: أن فيها إثبات علو الله على خلقه، حيث أن موسى ـ عليه السلام ـ أخبر بذلك وحاول فرعون في تكذيبه.
س: قال تعالى {أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ أَمْ أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ} اذكر معنى كل من {في السماء} ، {تمور} ، {حاصباً} ، {كيف نذير} ؟ وما هو الشاهد من الآيتين؟
ج: 1 - معاني الكلمات:
أ - معنى {فِي السَّمَاء} أي على السماء، كقوله تعالى: {وَلأصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ} وهذا إن أريد بالسماء السماء المبنية، وإن أريد بالسماء مطلق العلو ففي للظرفية، أي: في العلو.
ب - {تمور} أي: تضطرب وتتحرك.
ج - {حَاصِبًا} أي: حجارة من السماء كما أرسلها على قوم لوط وأصحاب الفيل، وقيل: سحاب فيها حجارة، وقيل: ريح فيها حجارة.
د - {فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ} أي: إنذاري إذا عاينتم العذاب ولا ينفعكم حينذاك هذا العلم.
2 -الشاهد من الآيتين: أن فيهما إثبات علو الله على خلقه حيث صرحنا أنه سبحانه في السماء.
س: دلت هذه الآيات التي ذكرها المؤلف في هذا الفصل على إثبات العلو، كما دلت هذه الآيات التي في الفصل السابق على إثبات استواء الله على العرش، فما هو الفرق بين الأمرين؟
ج: الفرق بين الاستواء والعلو:
1 ـ أن العلو من صفات الذات والاستواء من صفات الأفعال، فعلو الله على خلقه وصف لازم لذاته، والاستواء فعل من أفعاله سبحانه يفعله ـ سبحانه وتعالى ـ بمشيئته وقدراته إذا شاء ولذا قال فيه: {ثُمَّ اسْتَوَى} وكان ذلك بعد خلق السموات والأرض.
2 ـ أن العلو من الصفات الثابتة بالعقل والنقل. والاستواء ثابت بالنقل لا بالعقل.