س: ما الذي يستفاد من جميع ما سبق من الآيات الكريمة؟
ج: يستفاد منها جميعًا: إثبات استواء الله على عرشه على ما يليق بجلاله.
س: هناك من الفِرَق من فسَّر (الاستواء) بأنه الاستيلاء والقهر، وفسر (العرش) بأنه الملك، فقال: {استوى على العرش} معناه: استولى على الملك! فما صحة هذا التأويل؟
ج: هذا التأويل باطل من وجوه كثيرة منها:
1 -أولًا: أن هذا تفسير محدث مخالف لتفسير السلف من الصحابة والتابعين وأتباعهم، وأول من قال به: الجهمية والمعتزلة. فهو مردود.
2 -ثانيًا: لو كان المراد بالاستواء على العرش الاستيلاء على الملك لم يكن هناك فرق بين العرش والأرض السابعة السفلى والدواب وجميع المخلوقات، لأنه مستولٍ على الجميع ومالك للجميع. فلا يكون لذكر العرش فائدة.
3 -ثالثًا: أن هذا اللفظ {اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} قد اطرد في الكتاب والسنة ولم يأت في لفظ واحد (استولى على العرش) حتى تفسر به بقية النصوص.
4 -رابعًا: أنه أتى بـ {ثم} التي تفيد الترتيب والمهلة، فلو كان معنى الاستواء الاستيلاء على العرش والقدرة عليه لم يتأخر ذلك إلى ما بعد خلق السموات والأرض؛ فإن العرش كان موجودًا قبل خلق السموات والأرض، بخمسين ألف سنة كما ثبت في الصحيحين، فكيف يجوز أن يكون غير قادر ولا مسئول عليه إلى أن خلق السموات والأرض. هذا من أبطل الباطل، والله أعلم.