س: ماهو الدليل على تثنية صفة العينين لله تعالى كما عنون المؤلف به هذا الفصل؟
ج: [أنه قد] نطقت السنة بإضافتها إليه مثناة، وقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (إن ربكم ليس بأعور) . وذلك صريح بأنه ليس المراد إثبات عين واحدة فإن ذلك عور ظاهر تعالى الله عنه.
س: نطق القرآن بلفظ العين مضافة إليه تارةً بلفظ المفرد في بعض الآيات وتارةً بلفظ الجمع في آيات أخرى، فما توجيه ذلك؟
ج: أن لغة العرب جاءت بإفراد المضاف وتثنيته وجمعه بحسب أحوال المضاف إليه:
1 -فإن أضافوا الواحد المتصل إلى مفرد أفردوه.
2 -وإن أضافوا إلى جمع ظاهرًا أو مضمرًا فالأحسن جمعه مشاكلة للفظ كقوله سبحانه: {تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا} . وكقوله: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا} .
3 -وإن أضافوه إلى اسم مثنى فالأفصح في لغتهم جمعه كقوله: {فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} ، وإنما هما قلبان.
فلا يلتبس على السامع قول المتكلم: نراك بأعيننا ونأخذك بأيدينا. ولا يفهم منه بشر على وجه الأرض عيونًا كثيرة على وجه الأرض عيونًا كثيرة على وجه واحد، والله أعلم.