فهرس الكتاب
الصفحة 16 من 177

س: في قوله تعالى {فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء} ، اذكر معنى كل من {يشرح} ، {حَرَجاً} ، {يصعد في السماء} ؟

ج: {يَشْرَحْ} الشرح: الشق، وأصله التوسعة، وشرحت الأمر: بينته ووضحته. والمعنى: يوسع الله صدره للحق الذي هو الإسلام حتى يقبله بصدر منشرح.

{حَرَجًا} أي: شديد الضيق فلا يبقى فيه منفذ للخير، وهو تأكيد لمعنى {ضَيِّقًا} .

{يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء} أصله يتصعد، أي كأنما تكلف ما لا يطيق مرة بعد مرة كما يتكلف من يريد الصعود إلى السماء، فشبه الكافر في ثقل الإيمان عليه بمن يتكلف ما لا يطيقه كصعود السماء.

س: ما هو الشاهد من الآية الكريمة السابقة؟

ج: الشاهد من الآية الكريمة: أن فيها إثبات الإرادة لله سبحانه وأنها شاملة للهداية والإضلال، أي: يريد الهداية ويريد الإضلال كونًا وقدرًا لحكمة بالغة.

س: ما هي أنواع الإرادة الربانية؟

ج: الإرادة الربانية نوعان:

1 -النوع الأول: إرادة كونية قدرية، وهذه مرادفة للمشيئة، ومن أمثلتها قوله تعالى: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا} وقوله تعالى: {وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ} وقوله: {وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا} .

2 -النوع الثاني: إرادة دينية شرعية، ومن أمثلتها قوله تعالى: {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ} الآية (27) النساء وقوله: {مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ} الآية (6) المائدة. وقوله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ} الآية (33) الأحزاب.

س: وما هو الفرق بين النوعين السابقين؟

ج: الفرق بين الإرادتين:

1 ـ الإرادة الكونية قد يحبها الله ويرضاها، وقد لا يحبها ولا يرضاها والإرادة الشرعية لابد أنه يحبها ويرضاها. فالله أراد المعصية كونًا ولا يرضاها شرعًا.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام