فهرس الكتاب
الصفحة 63 من 437

قالوا: نعوذ بالله من عذاب القبر. قال: تعوذوا بالله من الفتن، ما ظهر منها وما بطن.

قالوا: نعوذ بالله من الفتن، ما ظهر منها وما بطن.

قال: تعوذوا بالله من فتنة الدجال. قالوا: نعوذ بالله من فتنة الدجال) [1] .

3)المبادرة بالأعمال الصالحة والإكثار منها قبل مجيء الفتن:

عن أُمّ سَلَمَةَ زَوْج النَّبِيِّ > قَالَتْ اسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللَّهِ > لَيْلَةً فَزِعًا يَقُولُ:

(سُبْحَانَ اللَّهِ مَاذَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ الْخَزَائِنِ وَمَاذَا أُنْزِلَ مِنْ الْفِتَنِ مَنْ يُوقِظُ صَوَاحِبَ الْحُجُرَاتِ [يُرِيدُ أَزْوَاجَهُ لِكَيْ يُصَلِّينَ] رُبَّ كَاسِيَةٍ فِي الدُّنْيَا عَارِيَةٍ فِي الآخِرَةِ) [2] .

فالعمل الصالح مدفعة للفتن؛ لأنه أعظم أسباب الثبات على الحق، قال الله تعالى {ولو أنهم فعلوا مايوعظون به لكان خيراً لهم وأشد تثبيتاً} [النساء:66]

والله - عز وجل - يجعل لصاحب العمل الصالح نوراً وفرقاناً يميز به بين الحق والباطل، وهو يورث الخشية والخوف من الله تعالى؛ المفضيان إلى كف النفس عن اقتحام لجج الفتن، وهو مشغل لصاحبه عما لايعنيه، ومن لم يشغل نفسه بالطاعة أشغلته بما قد لاينفعه في الدنيا ولا في الآخرة.

4)لزوم العبادة، والصبر عليها عند نزول الفتن:

فالعبادة في أيام الفتن ثوابها كبير وعظيم يعدل ثواب الهجرة كما قال

النبي >: (العبادة في الهرج كهجرة إلي) [3] .

قال الإمام النووي /: (المراد بالهرج هاهنا الفتنة واختلاط أمور الناس، وسبب كثرة فضل العبادة فيه أن الناس يغفلون عنها ويشتغلون عنها، ولايتفرغ لها إلا أفراد) [4] .

(1) أخرجه مسلم، كتاب الجنة، وصفة نعيمها وأهلها، باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه 4/ 2200 (2867) .

(2) سبق تخريجه ص 26.

(3) أخرجه مسلم، كتاب الفتن، باب فضل العبادة في الهرج 4/ 2268 (2948) .

(4) شرح مسلم، ط. الأولى (بدون: مؤسسة قرطبة 1412 هـ/1991 م) 18/ 117.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام