عن سَعْد بْن أَبِى وَقَّاصٍ قَالَ عِنْدَ فِتْنَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ أَشْهَدُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ > قَالَ (إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتْنَةٌ الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الْقَائِمِ وَالْقَائِمُ خَيْرٌ مِنَ الْمَاشِى وَالْمَاشِى خَيْرٌ مِنَ الساعي) .
قَالَ أَفَرَأَيْتَ إِنْ دَخَلَ عَلَىَّ بَيْتِى وَبَسَطَ يَدَهُ إِلَىَّ لِيَقْتُلَنِى. قَالَ: (كُنْ كَابْنِ آدَمَ) [1]
قال الإمام محمد بن خلف الأبي المالكي [2] / معلقاً على الحديث:
(الحديث تنبيه على الحذر من الدخول فيه، وحض على تجنبها) [3]
2)الاستعاذة بالله تعالى من الفتن:
قال الله تعالى: {ربنا لاتجعلنا فتنة للذين كفروا واغفر لنا} [الممتحنة: 5]
وعن أبي سعيد الخدري ط عن زيد بن ثابت قال أبو سعيد: ولم أشهده من النبي >، ولكن حدثنيه زيد بن ثابت قال:
بينما النبي > في حائط لبني النجار، على بغلة له، ونحن معه، إذ حادت به فكادت تلقيه، وإذا أقبر ستة أو خمسة أو أربعة (قال: كذا كان يقول الجريري) فقال: من يعرف أصحاب هذه الأقبر؟"فقال رجل: أنا. قال"فمتى مات هؤلاء؟"قال: ماتوا في الإشراك. فقال: إن هذه الأمة تبتلى في قبورها، فلولا أن لا تدافنوا، لدعوت لله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه."
ثم أقبل علينا بوجهه، فقال: تعوذوا بالله من عذاب النار.
قالوا: نعوذ بالله من عذاب النار.
فقال: تعوذوا بالله من عذاب القبر.
(1) أخرجه الترمذي، كتاب الفتن، باب مَا جاء تَكون فتنَة القاعد فيها خير من القائم 6/ 354 (2195) وقال: هذا حديث حسن.
(2) الأبي هو: محمد بن خليفة بن عمر الأبي الوشتاتي المالكي، من حفاظ الحديث، له عدد من المصنفات، وكانت وفاته عام 827 هـ بتونس، انظر: ترجمته في البدر الطالع للشوكاني 2/ 169، والأعلام للزركلي 6/ 115.
(3) إكمال إكمال المعلم لفوائد كتاب مسلم، ط. بدون (بيروت: دار الكتب العلمية بدون) 9/ 333.