وتتضح أهمية موضوع الفتن وأشراط الساعة من خلال مسألتين:
الأولى: أن النبي > اهتمام بها اهتماماً عظيماً، ويتجلى ذلك في الكم الكبير من النصوص التي تبين وتشرح كيفية التعامل معها، وتذكر الحِكم من والغاية من الإخبار عنها.
الثانية: المؤلفات الكثيرة التي صنفها أهل العلم فيهما، لتحذير الناس وإيقاظهم من غفلتهم.
2 -تباينت آراء الناس في موقفهم من نصوص الفتن وأشراط الساعة، مابين مثبت لها، ومقر بما ورد فيها، ومابين منكر لبعضها، وصارف لبعضها الآخر عن ظاهرها.
3 -مسألة تنزيل نصوص الفتن وأشراط الساعة على الوقائع والحوادث، قد وجدت في العصور المتقدمة، وقد أشار لها العلماء أثناء ردودهم على بعض من نزل فأخطأ التنزيل، لكنها كانت قليلة لا تكاد تذكر.
وأما في العصور المتأخرة فقد أصبحت ظاهرة، وألفت فيها مؤلفات عديدة.
4 -المراد بالتنزيل: هو الحكم على الأشخاص والحوادث المعينة الماضية أوالحاضرة أوالمستقبلة، بما تضمنته نصوص الفتن وأشراط الساعة، على سبيل الجزم والقطع.
5 -جرى الخُلف في حكم تنزيل نصوص الفتن وأشراط الساعة على قولين:
الأول: من يرى أن تنزل النصوص، مع تحديد المسميات والأشخاص، والجزم بذلك في بعض الأحيان، وصرف للنصوص عن ظاهرها حتى تتوافق دلالة النص اللفظية مع دلالته على الواقع.
الثاني: من يرى أن ما أخبر به النبي > واقع كما أخبر، لكن يجب البعد عن الجزم بتنزيل النصوص على حوادث معينة وتواريخ محدده، لم يرد في تحديدها نص، فما تركه النبي - صلى الله عليه وسلم - بلا تحديد فيجب أن يترك بلا تحديد.