وعند إرادة التنزيل ينبغي مراعاة هذا الأمر، فلايجزم ويقطع بأن هذا هو المراد بالنص فقط.
وقد أشار إلى تكرر أشراط الساعة الإمام ابن كثير [1] ، والشيخ صديق حسن خان رحمهما الله تعالى [2] .
يقول مصطفى أبو النصر الشلبي: (فإن من أشراط الساعة مايتكررأكثر من مرة) [3] .
ويقول الشيخ عمر الأشقر عند تقسيمه لأشراط الساعة الصغرى: (وقد يكون ظهوره ليس مرة واحدة، بل يبدو شيئاً فشيئاً، وقد يتكرر وقوعه وحصوله، وقد يقع منه في المستقبل أكثر مما وقع في الماضي) [4] .
والمتأمل في النصوص الواردة في الفتن وأشراط الساعة من حيث التكرار يجدها على درجات وأحوال متفاوتة كما يلي:
1_ منها ما يدل على حادثة معينة لا يمكن أن تتكرر.
2_ ومنها ما يدل على التكرار وإن لم يُنص عليه.
3_ ومنها ما يدل على التكرار لكنه مقيد بعدد معين.
فأما الحالة الأولى: ما يدل على حادثة معينة لايمكن أن تتكرر، مثل بعثة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وموته، وفتح بيت المقدس وغيرها.
عن عوف بن مالك - رضي الله عنه - قال: أتيت النبي - عليه السلام - في غزوة تبوك، وهو في قبة من أدم، فقال: (اعدد ستاً بين يدي الساعة: موتي، ثم فتح بيت المقدس، ثم موتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم، ثم استفاضة المال حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطا،
(1) انظر: النهاية في الفتن والملاحم 1/ 15.
(2) انظر: الإذاعة ص 116.
(3) صحيح أشراط الساعة ص 172.
(4) القيامة الصغرى ص 143.