{ذق إنك أنت العزيز الكريم} [الدخان: 49] كيف تجد سياقه يدل على أنه الذليل الحقير) [1] .
وشأن نصوص الفتن وأشراط الساعة كبقية النصوص الشرعية، يجب حملها على ظاهرها، وعدم تحريفها عنه بدعوى المجاز أو الرمز.
يقول الشيخ محمد الحامد - رحمه الله: (وليكن على بال من كل مؤمن أن النصوص الدينية من كتاب وسنة تحمل على الحقيقة دون المجاز، إلا أن تقوم الصوارف القاطعة عنها إليه، أما مادامت الحقيقة ممكنة في ذاتها فإن المصير إليها متعين، واستبعاد بعض القلوب إياها لا يبعدها عن الواقع، وهذا هو الذي إلتزمه أهل الحق ودرجوا عليه من العصور النورية إلى هذا العصر الذي حفل بأنواع من صرف النصوص عن حقائقها، وماضل من ضل من الباطنية وأضرابهم إلا بتحويل النصوص إلى معان لا صلة لها بها، وإلغاء المرادات القطعية منها مكان الزيغ وكان الضلال) [2] .
عن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - أن النبي - عليه السلام - قال: (عمارة بيت المقدس خراب يثرب، وخراب يثرب خروج الملحمة، وخروج الملحمة فتح القسطنطينية، وفتح القسطنطينية خروج الدجال) ثم ضرب على فخذي الذي حدثه _ يعنى معاذاً _ أو على منكبه وقال: هذا حق كما أنك هاهنا أو كما أنك قاعد. [3]
(1) المرجع السابق 4/ 9 - 10.
(2) ردود على أباطيل، ط. بدون (بيروت: المكتبة العصرية، بدون) 1/ 357 وانظر: العواصم من الفتن في سورة الكهف، عبدالحميد محمود طهماز، ط. الأولى (بيروت: دار المنارة 1407 هـ) .
(3) أخرجه أبوداود، كتاب الملاحم، باب في أمارات الملاحم 4/ 482 (4294) وابن أبي شيبة في المصنف 15/ 135 والإمام أحمد في المسند 5/ 245 والخطيب البغدادي في تاريخه 10/ 223 وقال الحافظ ابن كثير: (وهكذا رواه أبوداود عن عباس العنبري عن أبي النضر هاشم بن القاسم به وقال: هذا إسناد جيد وحديث حسن، وعليه نور الصدق وجلالة النبوة) النهاية في الفتن والملاحم 1/ 80، وحسن إسناده الألباني في مشكاة المصابيح 3/ 1494 (5424) .