الخطاب في عصره، وممن قرر هذا أحمد بن محمد صديق الغماري، و محمد عيسى داود [1] .
يقول أحمد بن محمد الغماري: (ولذلك خاض العلماء في تفسير تلك الأحاديث وشروحها بحسب ماأدركته عقولهم، ووصلت إليه أفهامهم، وحملها أهل كل زمان على ماكان في زمانهم، وطبقوها على ماظهر فيه من الحوادث والتغيرات والأحوال والمبتدعات، وإن كان فيها ماهو صالح لذلك إلا أن أكثرها في الحقيقة وارد في هذا الزمان، فهو في أحواله وحوادثه كالنص وفيما ذكروه كالظاهر والمؤول بل فيها ماهو نص قاطع في حوادث زماننا لايقبل حملهم ولا يحتمل تأويلهم) [2]
ومن هذه المناهج والطرق:
أ_ فهم النصوص على طريقة الباطنية:
ومن ذلك مثلاً قول محمد عيسى داود:
(وقد وجدت المهدي في بطن آيتين من الفاتحة، الأولى: {بسم الله الرحمن الرحيم} والثانية، {اهدنا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ، صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ} [3] .
وقال في قوله: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} : الشمس رمز المهدي، وقال في قوله تعالى: {وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ} : القمر رمز للرسول) [4] .
ب_ عدم الأخذ بظاهر النص الذي تقتضيه اللغة العربية:
وقد سلك هذا الاتجاه عدد من الكتاب منهم:
(1) انظر: المفاجأة ص 150.
(2) مطابقة الاختراعات العصرية لما أخبر به سيد البرية ص 18، 37.
(3) المفاجأة ص 150.
(4) المرجع السابق، ص 150.