فهرس الكتاب
الصفحة 164 من 437

وبما أنه يستحيل وجود أية تناقضات في الأحاديث الصحيحة، فلا بد إذن من محاولة فهمها على أسس التأويل التي أقرها وبينها القرآن الكريم) [1] .

وهؤلاء خفي عليهم الفرق بين الاختلاف في وجود الشيء، والاختلاف في صفته، فإنه لا يوجد شيء في التاريخ عظيم إلا ويوجد اختلاف عظيم في نعته وحاله.

بل ويوجد اختلاف في بعض صفات الجنة وأهلها، والنار وأهلها، وفي الحساب، والعرض، وفي القبر، ومنكر ونكير. فهل يوجب هذا أن نشك في وجود هذه الأشياء. [2]

3 -الفهم الخاطيء لنصوص الفتن وأشراط الساعة:

وهذا متفرع عن السبب السابق، ولكني أفرده لأهميته، ولخطورة هذا الأمر الذي ظلت فيه طوائف على مدار التاريخ عندما فهموا النصوص دون معرفة بمعاني ألفاظ الخطاب الشرعي التي خوطب بها الناس.

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله:(يحتاج المسلمون إلى شيئين، أحدهما: معرفة ما أراد الله ورسوله بألفاظ الكتاب والسنة، بأن يعرفوا لغة القرآن التي بها نزل.

وما قاله الصحابة والتابعون لهم بإحسان وسائر علماء المسلمين في معاني تلك الألفاظ، فإن الرسول لما خاطبهم بالكتاب والسنة عرفهم ما أراد بتلك الألفاظ، وكانت معرفة الصحابة لمعاني القرآن أكمل من حفظهم لحروفه، وقد بلغوا تلك المعاني إلى التابعين أعظم مما بلغوا حروفه) [3] .

(1) انتبهوا ... الدجال يجتاح العالم ص 44 - 45، وانظر: موازين القرآن والسنة، عز الدين بليق، ط. الأولى (بيروت: دار الفتح 1403 هـ/1983 م) ص 89، وما بعدها، ودائرة معارف القرن العشرين 4/ 11 - 14.

(2) انظر: مشكلات الأحاديث النبوية وبيانها، ط. الأولى (بيروت: دار القلم، بدون) ص 93 - 94.

(3) الفتاوى 17/ 353 وانظر: جامع بيان العلم وفضله 2/ 1132 وشرح العقيدة الطحاوية ص 195 والموافقات، لأبي إسحاق الشاطبي، ط. الثانية (بيروت: دار المعرفة 1395 هـ/1975 م) 3/ 248.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام