فهرس الكتاب
الصفحة 145 من 437

وقد جاء رجل إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - فقال: (رأيت في المنام كأن رأسي قد قطع. قال: فضحك النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال:(إذا لعب الشيطان بأحدكم في منامه فلا يُحدث به الناس) [1] .

الثالث: رؤيا صادقة، وهذا القسم هو البقية الباقية من حقيقة النبوة، فالوحي قد انقطع، والنبوة قد ختمت، ولم يبق إلا هذا الرؤى، وهي المبشرات.

يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم: (لم يبق من النبوة إلا المبشرات) قالوا: وما المبشرات؟ قال: (الرؤيا الصالحة) [2] .

وفي رواية عطاء بن يسار: (يراها الرجل الصَّالِحُ أو ترى له) [3] .

وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: (الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة) [4] .

فرؤيا الأنبياء والرسل حق لا تكذب، بل هي وحي إلهي، ولذا بادر خليل الرحمن إبراهيم - عليه السلام - إلى ذبح ولده، عندما رأى في المنام أنه يذبحه، وما ذلك إلا لأن رؤياه وحي.

وغير الأنبياء تقع له الرؤيا الحق، وتكون دلائل الصدق عليها بينة، إلا أننا لا نستطيع أن نجزم بأنها رؤيا حق إلا إذا تحققت على النحو الذي يراه صاحبه في منامه.

تنبيهات حول الرؤيا:

ينبغي أن يلاحظ في الرؤى أمور تضبطها وتضعها في مكانها الصحيح:

(1) أخرجه مسلم كتاب الرؤيا، باب لايخبر بتلعب الشيطان به في المنام 4/ 1776 (2268) .

(2) أخرجه البخاري، كتاب التعبير، باب المبشرات 6/ 2564 (6589) .

(3) أخرجها مالك في الموطأ، باب ماجاء في الرؤيا 2/ 957.

(4) أخرجه البخاري، كتاب التعبير، باب الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة 6/ 2564 (6588) 12/ 373 ومسلم، كتاب الرؤيا 4/ 1774 (2264) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام