فهرس الكتاب
الصفحة 125 من 437

فهذا الحديث اتفق العلماء على معناه، وهو أن المال سوف يفيض ويكثر، حتى لايوجد من يقبل الصدقة، لكنهم اختلفوا في وقت وقوعه.

فذهب الحافظ ابن حجر [1] ، ومحمد صديق خان [2] ، ومحمد رسول محمد بن رسول البرزنجي [3] ، إلى أن إفاضة المال وقعت في زمن عثمان - رضي الله عنه -، بكثرت الفتوح، ووقع في زمان عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، وسيقع في آخر الزمان في زمن عيسى عليه الصلاة والسلام.

بينما ذهب الإمام القرطبي - رحمه الله - إلى أن إفاضة المال لم تقع حيث قال:) هذا مما لم يقع بل يكون على ما يأتي) [4] .

ب_ حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - عليه السلام: (منعت العراق درهمها وقفيزها، ومنعت الشام مديها ودينارها، ومنعت مصر إردبها ودينارها، وعدتم من حيث بدأتم، وعدتم من حيث بدأتم، وعدتم من حيث بدأتم) شهد على ذلك لحم أبي هريرة ودمه) [5] .

فمعنى النص واضح ظاهر وهو أن هذه الأمصار تمنع خيراتها، لكن ما هو السبب الباعث على ذلك، وماكيفيته، ومنهم الذين يمنعون تلك الخيرات؟

(1) فتح الباري 13/ 94.

(2) الإذاعة ص 106.

(3) الإشاعة ص 110.

(4) التذكرة 2/ 481.

(5) أخرجه مسلم، كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب لاتقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب 4/ 2210 (2896) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام