فهرس الكتاب
الصفحة 10 من 437

وتجيءُ الفتنةُ فيقولُ المؤمنُ، هذه مهلكتي، ثم تنكشف وتجيء الفتنة فيقول المؤمن، هذه هذه ... ) الحديث [1] .

وإن موضوع الفتن وأشراط الساعة من المواضيع التي حظيت بمكانة عظيمة، في القرآن والسنة النبوية، ويتضح ذلك من تلك الكوكبة من الآيات القرآنية الكثيرة التي عنيت بالحديث عن موضوع الفتن وأشراط الساعة، وما جاء من الأحاديث الكثيرة عن الموضوع ذاته في السنة النبوية.

وهذا يدل على أن المسلم يجب عليه ألاّ يُغفل هذا الجانب ومعرفته، يؤكد ضرورة بث ماأخبر به النبي - عليه السلام - فيما صح عنه، من الفتن الغابرة واللاحقة بين الناس، ونشر ماثبت من الأحاديث التي أخبر فيها - عليه السلام - بأمارات الساعة وأشراطها، وحذَّر فيها من الفتن الواقعة قبلها؛ ليفيق الناس من سُباتهم، وينتبهوا من غفلتهم، ويعتبروا ويكونوا على أُهبة الاستعداد، والحذر التام، كي لاتباغتهم تلك الفتن، فتحول بينهم وبين التوبة والإنابة إلى الله تعالى.

وقد دعا العلماء إلى بث ونشر تلك الأحاديث المتعلقة بالفتن وأشراط الساعة بين فينة وأخرى بين المسلمين.

قال محمد بن رسول البَرْزَنْجي - رحمه الله - بعد أن ذكر أن الدنيا لم تُخلق للبقاء، وإنما جعلت للتزود منها للدار الآخرة، ودار القرار، وهي قد آذنت بالانصرام والتولي: (ولذا كان حقاً على كل عالم أن يشيع أشراطها، ويبث الأحاديث والأخبار الواردة فيها بين الأنام، ويسردها مرة بعد أخرى على العوام، فعسى أن ينتبهوا عن بعض الذنوب، ويلين منهم بعض القلوب، وينتبهوا من الغفلة، ويغتنموا المهلة قبل الوهلة ... ) [2]

(1) أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الإمارة، باب وجوب الوفاء ببيعة الخلفاء 3/ 1472 ـ 1473 (1844) .

(2) الإشاعة في أشراط الساعة، تحقيق: محمد زكريا الكاندهلوي، ط. الثالثة (بيروت: دار المنهاج، 1421 هـ) ص 3.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام