> كالصلاة والزكاة ، ويذكر تارة الصلاة والصيام إن لم يكن عليه زكاة ، ويذكر تارة الصلاة > والزكاة والصيام ، فإما أن يكون قبل فرض الحج كما في حديث عبد القيس ونحوه ، وإما أن > يكون المخاطب بذلك لا حج عليه . > > وأما الصلاة والزكاة ، فلهما شأن ليس لسائر الفرائض ، ولهذا ذكر الله تعالى في كتابه > القتال عليهما ، لأنهما عبادتان ظاهرتان بخلاف الصوم ، فإنه أمر باطن > وهو مما ائتمن عليه > الناس ، فهو من جنس الوضوء والاغتسال من الجنابة ونحو ذلك مما يؤتمن عليه العبد ، فإن > الإنسان يمكنه أن لا ينوي الصوم وأن يأكل سراً ، كما يمكنه أن يكتم حدثه وجنابته ، بخلاف > الصلاة والزكاة ، وهو [ صلى الله عليه وسلم ] يذكر في الإعلام الأعمال الظاهرة التي يقاتل الناس عليها ، > ويصيرون مسلمين بفعلها ، فلهذا علق ذلك بالصلاة والزكاة دون الصيام ، وإن كان واجباً > كما في آيتي ( براءة ) فإن ( براءة ) نزلت بعد فرض الصيام باتفاق الناس . وكذلك لما بعث > معاذ بن جبل إلى اليمن لم يذكر في حديثه الصيام ، لأنه تبع وهو باطن ولا ذكر الحج ، لأن > وجوبه خاص ليس بعام ، وهو لا يجب في العمر إلا مرة واحدة . انتهى ملخصاً بمعناه . > > قوله: ( أخرجاه ) ، أي: أخرجه البخاري ومسلم في ' الصحيحين ' وأخرجه أيضاً أحمد > وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه . > > قال: ولهما عن سَهْل بن سَعْد أن رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] قال يوم خيبر: لأُعْطِينَّ الراية غداً > رجُلاً يُحبُ الله ورسولهَ ، ويُحبُّهُ الله ورسوله ؛ يفتح الله على يَديه ، فبات الناسُ يَدُوكون > ليلتهم أيَّهُم يُعطاها ؟ فلما أصبحوا غَدوْا على رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] كلُّهم يرجو أن يُعطاها . فقال: > أين عليُّ بن أبي طالب ؟ فقيل: هو يشتكي عينيه قال: فأرسلوا إليه ، فأتي به ، فبَصَقَ في > عينيه ، ودعا له فَبَرأَ كأن لم يكن به وَجَع ، فأعطاهُ الراية [ فقال علي: يا رسول الله أقاتِلُهم > حتى يكونوا مثلنا ] فقال: انفذ على رسلك حتى تَنْزِلَ بساحتهم ثم ادعُهُم إلى الإسلام ، > وأخبِرهم بما يجِبُ عليهم من حق الله تعالى فيه ، فوالله لأنْ يهديَ اللهُ بِكَ رَجُلاً وَاحداً خيرٌ > لك من حُمرِ النَّعَم ' يدوكون أي: يخوضون . > > ش: قال شيخ الإسلام: هذا الحديث أصح ما روي لعلي رضي الله عنه من الفضائل > أخرجاه في في ' الصحيحين ' من غير وجه . > > قوله: ( عن سهل ) . هو سهل بن سعد بن مالك بن خالد الأنصاري الخزرجي الساعدي > أبو العباس صحابي شهير ، وأبوه صحابي أيضاً . مات سنة ثمان وثمانين وقد جاوز المائة . >