فهرس الكتاب
الصفحة 89 من 639

> جميعاً ) ^ [ الزمر: 53 ] فهنا عمم وأطلق ، لأن المراد به التائب ، وهناك خص وعلق لأن المراد > به ما لم يتب . قاله شيخ الإسلام . > > قوله: وقال الخليل عليه السلام: ^ ( واجنبني وبنيَّ أن نعبد الأصنام ) ^ [ إبراهيم: 35 ] . > > الصنم: ما كان منحوتاً على صورة البشر . والوثن: ما كان منحوتاً على > غير ذلك . > ذكره الطبري عن مجاهد ، والظاهر أن الصنم ما كان مصوراً على أي صورة ، والوثن بخلافه > كالحجر والبنية ، وإن كان الوثن قد يطلق على الصنم ، ذكر معناه غير واحد ، ويروى عن > بعض السلف ما يدل عليه . > > وقوله: ( واجنبني ) أي: اجعلني وبني في جانب عن عبادة الأصنام ، وباعد بيني وبينها . > قيل: وأراد بذلك بنيه وبناته من صلبه ، ولم يذكر البنات لدخولهم تبعاً في البنين ، وقد > استجاب الله دعاءه وجعل بنيه أنبياء وجنبهم عبادة الأصنام ، وإنما دعا إبراهيم عليه السلام > بذلك ، لأن كثيراً من الناس افتتنوا بها ، كما قال: ^ ( رب إنهن أضللن كثيراً من الناس ) ^ > [ إبراهيم: 36 ] فخاف من ذلك ودعا الله أن يعافيه وبنيه من عبادتها ، فإذا كان إبراهيم عليه > السلام يسأل الله أن يجنبه ويجنب بنيه عبادة الأصنام ، فما ظنك بغيره ؟ كما قال إبراهيم > التيمي: ومن يأمن من البلاء بعد إبراهيم ؟ ! رواه ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وهذا يوجب > للقلب الحي أن يخاف من الشرك ، لا كما يقول الجهال: إن الشرك لا يقع في هذه الأمة ، > ولهذا أمنوا الشرك فوقعوا فيه ، وهذا وجه مناسبة الآية للترجمة . > > قال: وفي الحديث ' أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر ، فسئل عنه فقال: > ' الرياء ' . > ش: هكذا أورد المصنف هذا الحديث مختصراً غير معرف ، وقد رواه الإمام أحمد > والطبراني ، وابن أبي الدنيا ، والبيهقي في ' الزهد ' ، وهذا لفظ أحمد قال: حدثنا يونس ، ثنا > ليث ، عن يزيد ، يعني ابن الهاد ، عن عمرو عن محمود بن لبيد أن رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] قال: ' إنَ > أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر ' قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله ؟ قال: > ' الرياء ، يقول الله يوم القيامة إذا جزى الناس بأعمالهم: اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاء ' . > > قال المنذري: ومحمود بن لبيد رأى النبي [ صلى الله عليه وسلم ] ولم يصح له منه سماع فيما أرى . وذكر >

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام