فهرس الكتاب
الصفحة 90 من 639

> ابن أبي حاتم أن البخاري قال: له صحبة . قال: وقال أبي: لا تعرف له صحبة ، ورجح ابن > عبد البر والحافظ أن له صحبة وقال: جل روايته عن الصحابة ، وقد رواه الطبراني بإسناد جيد > عن محمود بن لبيد عن رافع بن خديج . وقيل: إن حديث محمود هو الصواب دون ذكر > رافع . مات محمود سنة ست و تسعين . وقيل: سنة سبع ، وله تسع وتسعون سنة . > > قوله: ' إنَّ أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر هذا من رحمته [ صلى الله عليه وسلم ] لأمته وشفقته > عليهم ، وتحذيره مما يخاف عليهم ، فإنه ما من خير إلا دلهم عليه وأمر به ، وما من شر إلا > وأخبرهم به وحذرهم عنه . كما قال [ صلى الله عليه وسلم ] فيما صح عنه: ' ما بعث الله من نبي إلا كان حقاً > عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم ، وينهاهم عن شر ما يعلمه لهم ' . > > ولما كانت النفوس مجبولة على محبة الرياسة والمنزلة في قلوب الخلق إلا من سلم الله ، > كان هذا أخوف ما يخاف على الصالحين ، لقوة الداعي إلى ذلك ، والمعصوم من عصمه الله ، > وهذا بخلاف الداعي إلى الشرك الأكبر ، فإنه إما معدوم في قلوب المؤمنين الكاملين ، ولهذا > يكون الإلقاء في النار أسهل عندهم من الكفر . وإما ضعيف ، هذا مع العافية ، وإما مع البلاء ، > فيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ، ويضل الله الظالمين ويفعل الله > ما يشاء . فلذلك صار خوفه [ صلى الله عليه وسلم ] على أصحابه من الرياء أشد لقوة الداعي وكثرته ، دون الشرك > الأكبر لما تقدم ، مع أنه أخبر أنه لا بد من وقوع عبادة الأوثان في أمته ، فدل على أنه ينبغي > للإنسان أن يخاف على نفسه الشرك الأكبر إذا كان الأصغر مخوفاً على الصالحين من الصحابة > مع كمال إيمانهم ، فينبغي للإنسان أن يخاف الأكبر لنقصان إيمانه ومعرفته بالله ، فهذا وجه إيراد > المصنف له هنا مع أن الترجمة تشمل النوعين . > > قال المصنف: وفيه أن الرياء من الشرك ، وأنه من الأصغر ، وأنه أخوف ما يخاف على > الصالحين ، وفيه قرب الجنة والنار ، والجمع بين قربهما في حديث واحد على عمل واحد > متقارب في الصورة . >

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام