> يا رسول الله ! أَنَتَداوى ؟ فقال: نعم يا عباد الله تداووا ، فإن الله عز وجل لم يضع داءاً إلاَّ > وَضَعَ لَهُ شِفَاءً ، غير داءٍ واحدٍ قالوا: ما هو ؟ قال: ' الهَرَمُ ' رواه أحمد . > > قال ابن القيم: فقد تضمنت هذه الأحاديث إثبات الأسباب والمسببات ، وإبطال قول > من أنكرها والأمر بالتداوي ، وأنه لا ينافي التوكل كما لا ينافيه دفع داء الجوع والعطش > والحر والبرد بأضدادها ، بل لا تتم حقيقة التوحيد إلا بمباشرة الأسباب التي نصبها الله > مقتضيات لمسبباتها قدراً وشرعاً ، وأن تعطيلها يقدح بمباشرته في نفس التوكل ، كما يقدح > في الأمر والحكمة ، ويضعفه من حيث يظن معطلها أن تركها أقوى من التوكل ، فإن تركها > عجز ينافي التوكل الذي حقيقته اعتماد القلب على الله في حصول ما ينفع العبد في دينه > ودنياه ، ودفع ما يضره في دينه ودنياه . ولا بد مع هذا الاعتماد من مباشرة الأسباب ، وإلا > كان معطلاً للأمر والحكمة والشرع ، فلا يجعل العبد عجزه توكلاً لا توكله عجزاً . > > وقد اختلف العلماء في التداوي ، هل هو مباح وتركه أفضل ، أو مستحب أو واجب ؟ > فالمشهور عن أحمد الأول لهذا الحديث وما في معناه ، ولكن على ما تقدم لا يتم الاستدلال > به على ذلك ، والمشهور عند الشافعي الثاني ، حتى ذكر النووي في ' شرح مسلم ' أنه مذهبهم > ومذهب جمهور السلف وعامة الخلف . واختاره الوزير أبو المظفر . > > قال: ومذهب أبي حنيفة أنه مؤكد حتى يداني به الوجوب قال: ومذهب مالك أنه > يستوي فعله وتركه فإنه قال: لا بأس بالتداوي ولا بأس بتركه . وقال شيخ الإسلام: ليس > بواجب عند جماهير الأئمة إنما أوجبه طائفة قليلة من أصحاب الشافعي وأحمد . > > قوله: ' فقام إليه عُكْاشة بن محصن ' . بضم العين وتشديد الكاف ويجوز تخفيفها > ومحصن بكسر الميم وسكون الخاء وفتح الصاد المهملتين - ابن حرثان - بضم المهملة > وسكون الراء وبعدها مثلثة - الأسدي من بني أسد بن خزيمة ومنه خلفاء بني أمية ، كان من > السابقين إلى الإسلام ، ومن أجمل الرجال - هاجر وشهد بدراً وقاتل فيها . قال ابن إسحاق: > وبلغني أن النبي [ صلى الله عليه وسلم ] قال: - ' خير فارس في العرب عكاشة ' ومناقبه مشهورة استشهد في قتال > أهل الردة مع خالد بن الوليد بيدي طليحة الأسدي سنة اثنتي عشرة ثم أسلم طليحة بعد > ذلك . > > قوله: قال: ' ادعُ الله أن يجعلني منهم ، فقال: ' أنت منهم ' في رواية البخاري: ' فقال >