فهرس الكتاب
الصفحة 627 من 639

> للممدوح بمدحه - ولو بما هو فيه - من عمل الشيطان ، لما تفضي محبة المدح إليه من تعاظم > الممدوح في نفسه ، وذلك ينافي كمال التوحيد ، فإن العبادة لا تقوم إلا بقطب رحاها الذي لا > تدور إلا عليه ، وذلك غاية الذل في غاية المحبة ، وكمال الذل يقتضي الخضوع والخشية > والاستكانة لله تعالى ، وأن لا يرى نفسه إلا في مقام الذم لها ، والمعاتبة لها في حق ربه ، > وكذلك الحب لا تحصل غايته إلا إذا كان يحب ما يحبه الله ، ويكره ما يكرهه الله من > الأقوال والأعمال والإرادات ، ومحبة المدح من العبد لنفسه تخالف ما يحبه الله منه ، > والمادح يغره من نفسه فيكون آثماً ، فمقام العبودية يقتضي كراهة المدح رأساً ، والنهي عنه > صيانة لهذا المقام ، فمتى أخلص العبد الذل لله والمحبة له ، خلصت أعماله وصحت ، ومتى > أدخل عليها ما يشوبها من هذه الشوائب ، دخل على مقام العبودية بالنقص أو الفساد ، وإذا > أداه المدح إلى التعاظم في نفسه والإعجاب بها ، وقع في أمر عظيم ينافي العبودية الخاصة ، > كما في الحديث ' الكبرياءُ ردائي ، والعظمةُ إِزاري ، فمن نازعني شيئاً منهما عذبته ' . > > وفي الحديث ' لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذَرةٍ من كبرٍ ' وهذه الآفات قد > تكون محبة المدح سبباً لها وسلماً إليها ، والعجب يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب . >

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام