فهرس الكتاب
الصفحة 622 من 639

> المسائل والحوائج على اختلاف لغاتها وتباينها واتحاد وقتها ، ولا يتبرم بإلحاح الملحين ، ولا > تنقص ذرة من خزائنه ، لا إله إلا هو العزيز الحكيم ، فحينئذ يقوم القلب بين يدي الرحمن > مطرقاً لهيبته ، خاشعاً لعظمته ، عالياً لعزته ، فيسجد بين يدي الملك الحق المبين سجدة لا > يرفع رأسه منها إلى يوم المزيد ، فهذا سفر القلب وهو في وطنه وداره ومحل ملكه ، وهذا > من أعظم ثمرته وربحه وأجل منفعته وأحسن عاقبته ، سفر هو حياة الأرواح ، ومفتاح > السعادة ، وغنيمة العقول والألباب لا كالسفر الذي هو قطعة من العذاب اه كلامه رحمه الله . > > وأما الاستشفاع بالرسول صلى الله عليه وسلم في حياته ، فالمراد به استجلاب دعائه وليس خاصاً > به صلى الله عليه وسلم ، بل كل حي صالح يرجى أن يستجاب له ، فلا بأس أن يطلب منه أن يدعو للسائل > بالمطالب الخاصة والعامة ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر لما أراد أن يعتمر من المدينة ' لا تنسنا يا > أخي من صالح دعائك ' وأما الميت ، فإنما يشرع في حقه الدعاء له على جنازته وعلى قبره > وفي غير ذلك . وهذا هو الذي يشرع في حق الميت . وأما دعاؤه ، فلم يشرع ، بل قد دل > الكتاب والسنة على النهي عنه والوعيد عليه ، كما قال تعالى: ^ ( والذين تدعون من دونه > ما يملكون من قطمير * إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم > القيمة يكفرون بشرككم ) ^ [ فاطر: 13 - 14 ] فبين الله تعالى أن دعاء من لا يسمع ولا > يستجيب شرك يكفر به المدعو يوم القيامة ، أي: ينكره ويعادي من فعله ، كما في آية > الأحقاف ^ ( وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كفرين * ) ^ [ الأحقاف: 6 ] فكل ميت > أو غائب لا يسمع ولا يستجيب ولا ينفع ولا يضر . والصحابة رضي الله عنهم ، لا سيما > أهل السوابق منهم كالخلفاء الراشدين ، لم ينقل عن أحد منهم ولا عن غيرهم أنهم انزلوا > حاجاتهم بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته ، حتى في أوقات الجدب . كما وقع لعمر رضي الله عنه لما > خرج ليستسقي بالناس خرج بالعباس عم النبي صلى الله عليه وسلم ، فأمره أن يستسقي لأنه حي حاضر > يدعو ربه ، فلو جاز أن يستسقي بأحد بعد وفاته لا ستسقي عمر رضي الله عنه والسابقون > الأولون بالنبي صلى الله عليه وسلم . >

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام