> وهؤلاء يزيدون عليه الآجر والجص والأحجار . قال إبراهيم النخعي: كانوا يكرهون الآجر > على قبورهم . > > والمقصود أن هؤلاء المعظمين للقبور ، المتخذيها أعياداً ، الموقدين عليها السرج ، > الذين يبنون عليها المساجد والقباب مناقضون لما أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، محادون لما جاء > به ، وأعظم ذلك اتخاذها مساجد ، وإيقاد السرج عليها وهو من الكبائر ، وقد صرح الفقهاء > من أصحاب أحمد وغيرهم بتحريمه . > > قال أبو محمد المقدسي: ولو أبيح اتخاذ السرج عليها لم يلعن من فعله ، ولأن فيه > تضييعاً للمال في غير فائدة ، وإفراطاً في تعظيم القبور أشبه تعظيم الأصنام . قال: ولا يجوز > اتخاذ المساجد على القبور لهذا الخبر ، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ' لَعَن الله اليَهود والنَّصارى > اتخذوا قُبور أَنبيائهم مساجد ' . يحَذرُ ما صنعُوا . مُتفق عليه . ولأن تجصيص القبور > بالصلاة عندها يشبه تعظيم الأصنام بالسجود لها والتقرب إليها ، وقد روينا أن ابتداء عبادة > الأصنام تعظيم الأموات باتخاذها صورهم والتمسح بها والصلاة عندها . انتهى . > > وقد آل الأمر بهؤلاء الضلال المشركين إلى أن شرعوا للقبور حجاً ، ووضعوا لها > مناسك ، حتى صنف بعض غلاتهم في ذلك كتاباً سماه ' مناسك حج المشاهد ' ، مضاهاة منه > القبور بالبيت الحرام ، ولا يخفى أن هذا مفارقة لدين الإسلام ، ودخول في دين عباد > الأصنام ، فانظر إلى هذا التباين العظيم بين ما شرعه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقصده من النهي عما > تقدم ذكره في القبور ، وبين ما شرعه هؤلاء وقصدوه ، ولا ريب أن في ذلك من المفاسد ما > يعجز عن حصره . > > فمنها: تعظيم الموقع في الافتتان بها . > > ومنها: اتخاذها أعياداً . > > ومنها: السفر إليها . > > ومنها: مشابهة عباد الأصنام بما يفعل عندها من العكوف عليها والمجاورة عندها . > وتعليق الستور عليها ، وعبادها يرجحون المجاورة عندها على المجاورة عند المسجد > الحرام ، ويرون سدانتها أفضل من خدمه المساجد ، والويل عندهم لقيمها ليلة يطفئ > القنديل المعلق عليها . > > ومنها: النذر لها ولسدنتها . >