> فهو كافر ، كما قال كثير من أئمة السلف: ناظروا القدرية بالعلم ، فإن أقروا به خصموا ، وإن > جحدوا كفروا . يريدون أن من أنكر العلم القديم السابق بأفعال العباد ، وأن الله قسمهم قبل > خلقهم إلى شقي وسعيد ، وكتب ذلك عنده في كتاب حفيظ ، فقد كذب القرآن ، فيكفر > بذلك ، كما نص عليه الشافعي وأحمد وغيرهما ، وإن أقروا بذلك وأنكروا أن الله خلق أفعال > العباد ، وشاءها وأرادها بينهم إرادة كونية قدرية ، فقد خصموا ، لأن ما أقروا به حجة عليهم > فيما أنكروه . وفي تكفير هؤلاء نزاع مشهور ، وبالجملة فهم أهل بدعة شنيعة ، والرسول صلى الله عليه وسلم > بريء منهم ، كما هو بريء من الأولين ، وقد بيض المصنف آخر هذا الحديث ليعزوه ، وقد > رواه أبو داود وهذا لفظه ، ورواه أحمد والترمذي وغيرهما . > > قال: وفي رواية لابن وهب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ' فَمَن لم يُؤمن بالقدر خيره وشَرهِ > أحرقهُ الله بالنَّار ' . > > ش: قوله: ' وفي رواية لابن وهب ' . هو الإمام الحافظ عبد الله بن وهب بن مسلم > القرشي مولاهم المصري الفقيه ، ثقة إمام مشهور عابد ، له مصنفات ، منها ' الجامع ' وغيره ، > مات سنة سبع وتسعين ومائة وله اثنان وسبعون سنة . > > قوله: ' أحرقه الله بالنار ' أي: لكفره أو بدعته إن كان ممن يقر بالعلم السابق وينكر > خلق أفعال العباد ، فإن صاحب البدعة متعرض للوعيد كأصحاب الكبائر ، بل أعظم . > > قال: وفي ' المسند ' و ' السنن ' عن [ ابن الديلمي ] قال: أتيتُ أُبي بن كعب فقلت: > في نفسي شيءُ من القدر ، فحدثني بشيءٍ لَعل الله يُذهبه من قلبي . فقال: لو أنفقت مِثل أُحدٍ > ذهِباً ما قبلهَ الله مِنكَ حَتى تُؤمن بالقدر ، وتَعلم أن ما أَصابكَ لم يُكن ليخطئَكَ ، وما أَخطأكَ > لم يكن ليُصِيبك ، ولو مُت على غير هذا ، لكنت من أهل النار . قال: فأتيتُ عبد الله بن > مسعود وحذيفة بن اليمان ، وزيد بن ثابت ، كلهم حدثني بمثل ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم . حديث > صحيح رواه الحاكم في صحيحه