فهرس الكتاب
الصفحة 566 من 639

> صادق ما ينتفع به الحريص كان حرصه محموداً ، وكماله كله في مجموع هذين الأمرين أن > يكون حريصاً ، وأن يكون حرصه على ما ينتفع به . فإن حرص على ما لا ينفعه أو فعل ما > ينفعه بغير حرص ، فإنه من الكمال بحسب ما فاته من ذلك ، فالخير كل في الحرص على > ما ينفع . > > قوله: ' واستعن بالله ' قال ابن القيم: لما كان حرص الإنسان وفعله إنما هو بمعونة الله ، > ومشيئته ، وتوفيقه ، أمره أن يستعين به ليجتمع له مقام إياك نعبد وإياك نستعين فإن حرصه > على ما ينفعه عبادة لله ، ولا تتم إلا بمعونته . فأمره بأن يعبده ويستعين به . وقال غيره: > ' استعن بالله ' أي: اطلب الإعانة في جميع أمورك من الله لا من غيره . كما قال تعالى: > ! 2 < إياك نعبد وإياك نستعين > 2 ! [ الفاتحة: 5 ] فإن العبد عاجز لا يقدر على شيء إن > لم يعنه الله عليه ، فلا معين له على مصالح دينه ودنياه إلا الله عز وجل . فمن أعانه الله فهو > المعان ، ومن خذله فهو المخذول . > > وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته ويعلم أصحابه أن يقولوا: ' الحمد لله نَسْتَعِينهُ > ونَسْتَهدِيهِ ' . > >

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام