فهرس الكتاب
الصفحة 553 من 639

> ربتها ' فهذا يدل على الجواز . > > قيل: فأما الآية ففيها جوابان . > > أحدهما وهو الأظهر: أن هذا جائز في شرع من قبلنا ، وقد ورد شرعنا بخلافه . > > والثاني: أنه ورد لبيان الجواز ، والنهي للأدب والتنزيه دون التحريم . وأما الحديث > فليس من هذا الباب للتأنيث ، والنهي عنه أن يقول ذلك للذكر لما فيه من إيهام المشاركة ، > وهو معدوم في الأنثى . أو يقال: بحمله على الكراهة في الأنثى أيضاً لورود الحديث بذلك > دون الذكر ، لأنه لم يرد فيه إلا النهي ، ويقال وهو أظهر: إن هذا ليس فيه إلا وصفها بذلك > لا دعاؤها به ، وتسميتها به ، وفرق بين الدعاء والتسمية ، وبين الوصف ، كما تقول: زيد > فاضل ، فتصفه بذلك ولا تسميه به ولا تدعوه به . > > قوله: ' وليقل سيدي ' قيل: إن الفرق بين الرب والسيد ، أن الرب من أسماء الله تعالى > اتفاقاً ، واختلف في السيد هل هو من أسماء الله تعالى ؟ ولم يأت في القرآن أنه من أسماء > الله ، لكن في حديث عبد الله بن الشخير ' السيد الله ' وسيأتي . فإن قلنا: ليس من أسماء > الله فالفرق واضح ، إذ لا التباس ، وإن قلنا: إنه من أسماء الله فليس في الشهرة والاستعمال ، > كلفظ الرب فيحصل الفرق . وأما من حيث اللغة فالسيد من السؤدد وهو التقدم ، يقال: ساد > قومه إذا تقدمهم ، ولا شكر في تقديم السيد على غلامه ، فلما حصل الافتراق جاز > الإطلاق . > > قلت: وحديث ابن الشخير لا ينفي إطلاق لفظ السيد على غير الله ، بل المراد أن الله > هو الأحق بهذا الاسم بأنواع العبارات ، كما أن غيره لا يسمى به . >

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام