> في ' الإرشاد ' ما معناه: ذكر جماعة من الحفاظ المحققين المتقنين أن سرد الأسماء في > حديث أبي هريرة مدرج فيه ، وأن جماعة من أهل العلم جمعوها من القرآن ، كما روي ذلك > عن جعفر بن محمد ، وسفيان بن عيينة ، وأبي زيد اللغوي . وقال البيهقي: يحتمل أن يكون > التفسير للأسماء وقع من بعض الرواة ، لهذا الاحتمال ترك الشيخان إخراج حديث الوليد في > ' الصحيح ' قال في ' البدر ': والدليل على ذلك وجهان أحدهما: أن أصحاب الحديث لم > يذكروها ، والثاني: أن فيها تغييراً بزيادة ونقصان ، وذلك لا يليق بالمرتبة العُليا النبوية ، كذا > قال ، وفيه نظر ، فإن الزيادة والنقصان قد تكون من الرواة ، وإن كان الحديث صحيحاً كما > في غير ذلك من الأحاديث . وقد رواه الطبراني في ' الدعاء ' والحاكم وغيرهما ، فزادوا > ' الرب الإله الحنان المنان البارئ ' وفي لفظ القائم الفرد ' وفي لفظ ' القادر ' بدل الفرد > و ' المغيث الدائم الحميد ' وفي لفظ ' الجميل الصادق المولى النصير القديم الوتر الفاطر > العلام المليك الأكرم المدبر المالك الشاكر الرفيع ذو الطول ، ذو المعارج ذو الفضل > الخلاق ' ولا أظنه يثبت ، وإن كان بعض العدد صحيحاً . وعد جعفر بن محمد منها ' المنعم > المتفضل السريع ' وقال ابن حزم: جاءت في إحصائها أحاديث مضطربة ، لا يصح منها شيء > أصلاً ، ونُقل عنه أنه قال: صح عندي قريباً من ثمانين اسماً ، اشتمل عليها الكتاب ، > والصحاح من الأخبار ، فليطلب الباقي بطريق الاجتهاد . > > وقال القرطبي في ' شرح الأسماء الحسنى ': العجب من ابن حزم ذكر من الأسماء > الحسنى نيفاً وثمانين فقط ، والله يقول: ^ ( مَّا فَرطنا في الكتبِ من شيءٍ ) ^ [ الأنعام: 38 ] ثم > ساق ما ذكره ابن حزم . وفيه من الزيادة على ما تقدم ' الرب الإله الأعلى الأكبر الأعز السيد > السبوح الوتر المحسن الجميل الرفيق الدهر ' . وقد عدها الحافظ فزاد ' الخفي السريع الغالب > العالم الحافظ المستعان ' . وفي هذا نظر يفهم مما تقدم ، وإن كان قد ذكر بعضها فيما لا > يثبت من الحديث ، فهذه خمسة وستون ومائة اسم ، أقربها من جهة الإسناد سياق الترمذي ، > وما عدا ذلك ففيه أسماء صحيحة ثابتة ، وفي بعضها توقف ، وبعضها خطأ محض ، كالأبد > والناظر والسامع والقائم والسريع ، فهذه وإن ورد عدادها في بعض الأحاديث ، فلا يصح > ذلك أصلا . وكذلك الدهر والفعال والفالق والمخرج والعالم ، مع أن هذه لم ترد في شيء > من الأحاديث إلا حديث ' لا تَسُبُّوا الدَّهر فَإِن الله هُوَ الدَّهرُ ' وقد مضى معناه ، وبينا خطأ > ابن حزم في عده من الأسماء الحسنى هناك . واعلم أن الأسماء الحسنى لا تدخل تحت > حصر ، ولا تحد بعدد فإن لله تعالى أسماء وصفات استأثر بها في علم الغيب عنده ، ولا > يعلمها ملك مقرب ، ولا نبي مرسل ، كما في الحديث الصحيح ' أسْأَلكَ بِكُل اسمٍ هو لَكَ >