> حضره . وفي بعض الروايات أن عبد الله بن أبي هو الذي قال ذلك ، لكن رواه ابن القيم بأن > ابن أبي تخلف عن غزوة تبوك . وذكر ابن إسحاق أسماء الذين هموا بالفتك برسول الله صلى الله عليه وسلم ، > فعد جماعة ، فيحتمل أنهم من المستهزئين ، ويحتمل أنهم غيرهم . ولهذا قال تعالى في > المستهزئين: ! 2 < قد كفرتم بعد إيمانكم > 2 ! وفي الآخرين: ^ ( ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا > بعد إسلمهم ) ^ . > > قوله: ' ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء ' . القراء جمع قارىء ، وهم عند السلف الذين يقرؤون > القرآن ، ويعرفون معانيه ، أما قراءته من غير فهم لمعناه ، فلا يوجد في ذلك العصر ، وإنما > حدث بعد ذلك من جملة البدع . > > قوله: ' أرغب بطوناً ' ، أي: أوسع بطوناً . الرغب والرغيب: الواسع يقال: جوف > رغيب وواد رغيب يصفونهم بسعة البطون ، وكثرة الأكل ، كما روى أبو نعيم عن شريح بن > عبيد أن رجلاً قال لأبي الدرداء: ما بالكم أجبن منا وأبخل إذا سئلتم ، وأعظم لقماً إذا > أكلتم ، فأعرض عنه أبو الدرداء ، ولم يرد عليه شيئاً ، وأخبربذلك عمر بن الخطاب ، > فانطلق عمر إلى الرجل الذي قال ذلك ، فأخذه بثوبه وخنقه ، وقاده إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال > الرجل: إنما كنا نخوض ونلعب . > > قوله: ' فقال له عوف بن مالك: كذبت ولكنك منافق ' . فيه المبادرة في الإنكار والشدة > على المنافقين ، وجواز وصف الرجل بالنفاق إذا قال أو فعل ما يدل عليه . > > قوله: ' لأُخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم ' . فيه أن هذا وما أشبهه لا يكون غيبة ولا نميمة ، بل > هو من النصح لله ورسوله ، فينبغي الفرق بين الغيبة والنميمة ، وبين النصيحة لله ورسوله ، > فذكر أفعال المنافقين والفساق لولاة الأمور ؛ ليزجروهم ، ويقيموا عليهم أحكام الشريعة ليس > من الغيبة والنميمة . انتهى . > > قوله: ' فوجد القرآن قد سبقه ' أي: جاءه الوحي من الله بما قالوه في هذه الآية ! 2 < ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب > 2 ! [ التوبة: 65 ] وفيه دلالة على علم الله سبحانه ، > وعلى قدرته وإلهيته ، وعلى أن محمداً رسول الله . > > قوله: ' فجاء ذلك الرجل ' ، قد تقدم أنه ابن أبي كما رواه ابن المنذر ، وابن أبي حاتم > عن ابن عمر ، لكن رواه ابن القيم بأن ابن أبي تخلف عن غزوة تبوك . > > وفي هذا الحديث من الفوائد ؛ أن الإنسان قد يكفر بكلمة يتكلم بها أو علم يعمل به ، > وأشدها خطراً إرادات القلوب فهي كالبحر الذي لا ساحل له . > > ويفيد الخوف من النفاق الأكبر ، فإن الله تعالى أثبت لهؤلاء إيماناً قبل أن يقولوا ما > قالوه ، كما قال ابن أبي مليكة: ' أدركت ثلاثين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف >