فهرس الكتاب
الصفحة 493 من 639

> > وعن بريدة مرفوعاً ' من حَلَف بالأمانة فليسَ منَّا ' رواه أبو داود . > > والأحاديث في ذلك كثيرة ، وقد تقدم كلام ابن عباس في عده ذلك من الأنداد . > > وقال كعب: إنكم تشركون في قول الرجل: كلا وأبيك ، كلا والكعبة ، كلا وحياتك ، > وأشباه هذا ، احلف بالله صادقاً أو كاذباً ، ولا تحلف بغيره . رواه ابن أبي الدنيا في > ' الصمت ' > > وأجمع العلماء على أن اليمين لا تكون إلا بالله ، أو بصفاته ، وأجمعوا على المنع من > الحلف بغيره . قال ابن عبد البر: لا يجوز الحلف بغير الله بالإجماع . انتهى ولا اعتبار بمن > قال من المتأخرين: إن ذلك على سبيل كراهة التنزيه ، فإن هذا قول باطل . وكيف يقال ذلك > لما أطلق عليه الرسول صلى الله عليه وسلم أنه كفر أو شرك ، بل ذلك محرم . ولهذا اختار ابن مسعود رضي > الله عنه أن يحلف بالله كاذباً ، ولا يحلف بغيره صادقاً . فهذا يدل على أن الحلف بغير الله أكبر > من الكذب . مع أن الكذب من المحرمات في جميع الملل فدل ذلك أن الحلف بغير الله من > أكبر المحرمات . > > فإن قيل: إن الله تعالى أقسم بالمخلوقات في القرآن . > > قيل: ذلك يختص بالله تبارك وتعالى ، فهو يقسم بما شاء من خلقه ؛ لما في ذلك من > الدلالة على قدرة الرب ووحدانيته ، وإلهيته وعلمه وحكمته وغير ذلك من صفات كماله . > وأما المخلوق فلا يقسم إلا بالخالق تعالى ، فالله تعالى يقسم بما يشاء من خلقه . وقد نهانا > عن الحلف بغيره فيجب على العبد التسليم والإدغان لما جاء من عند الله . > > قال الشعبي: الخالق يقسم بما شاء من خلقه والمخلوق لا يقسم إلا بالخالق ، قال: > ولأن أقسم بالله فأحنث أحب إلي من أن أقسم بغيره فأبر . > > وقال مطرف بن عبد الله: إنما أقسم الله بهذه الأشياء ليعجب بها المخلوقين ، ويعرفهم > قدرته لعظم شأنها عندهم ، ولدلالتها على خالقها ، ذكرهما ابن جرير . > > فإن قيل: قد جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للأعرابي الذي سأله عن أمور الإسلام >

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام