> السلطان ومالك في أحاديث الصفات ، وأبو يوسف في ' الغرائب ' ومن قبلهم أبو هريرة كما > تقدم عنه في الجرابين وأن المراد ما يقع من الفتن ، ونحوه عن حذيفة . وعن الحسن أنه > أنكر تحديث أنس للحجاج بقصة العرنيين ، لأنه اتخذها وسيلة إلى ما كان يعتمده من > المبالغة في سفك الدماء بتأويله الواهي ، وضابط ذلك أن يكون ظاهر الحديث يقوي > البدعة وظاهره في الأصل غير مراد فالإمساك عنه عند من يخشى عليه الأخذ بظاهره > مطلوب انتهى . > > وما ذكره عن مالك في أحاديث الصفات ما أظنه يثبت عن مالك ، وهل في أحاديث > الصفات أكثر من آيات الصفات التي في القرآن ؟ فهل يقول مالك أو غيره من علماء > الإسلام: إن آيات الصفات لا تتلى على العوام ، وما زال العلماء قديماً وحديثاً من أصحاب > النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم يقرؤون آيات الصفات ، وأحاديثها بحضرة عوام المؤمنين وخواصهم ، > بل شرط الإيمان هو الإيمان بالله ، وصفات كماله التي وصف بها نفسه في كتابه ، أو على > لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ، فكيف يكتم ذلك عن عوام المؤمنين ؟ ! بل نقول: من لم يؤمن بذلك > فليس من المؤمنين ، ومن وجد في قلبه حرجاً من ذلك ، فهو من المنافقين . ولكن هذا من > بدع الجهمية وأتباعهم الذين ينفون صفات الرب تبارك وتعالى ، فلما رأوا أحاديث الصفات > مبطلة لمذاهبهم ، قامعة لبدعهم تواصوا بكتمانها عن عوام المؤمنين ، لئلا يعلموا ضلالهم ، > وفساد اعتقادهم فاعلم ذلك . > > وفي الأثر دليل على أنه إذا خشي ضرر من تحديث الناس ببعض ما يعرفون فلا ينبغي > تحديثهم به ، وليس ذلك على إطلاق ، وإن كثيراً من الدين والسنن يجهله الناس ، فإذا حدثوا > به كذبوا بذلك وأعظموه ، فلا يترك العالم تحديثهم ، بل يعلمهم برفق ويدعوهم بالتي هي > أحسن . > > قال: وروى عبد الرزاق عن معمر عن طاوس عن أبيه عن ابن عباس أنه رأى رجلاً > انتفض لما سمع حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم ، في الصفات استنكاراً بذلك فقال: ما فرق هؤلاء > يجدون رقة عند محكمه ، ويهلكون عند متشابهه . انتهى > > ش: قوله: ' روى عبد الرزاق ' هو ابن همام الصنعاني ، الإمام الحافظ صاحب > التصانيف ك ' المصنف ' وغيره . روى عنه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين ، وخلق لا >