> > قوله: ( أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا ) أي: يوحدوه بالعبادة وحده ولا يشركوا به > شيئاً . وفائدة هذه الجملة بيان أن التجرد من الشرك لا بد منه في العبادة ، وإلا فلا يكون > العبد آتياً بعبادة الله بل مشرك ، وهذا هو معنى قول المصنف: إن العبادة هي التوحيد ، لأن > الخصومة فيه ، وفيه معرفة حق الله على العباد ، وهو عبادته وحده لا شريك له . > > فيا من حق سيده الإقبال عليه ، والتوجه بقلبه إليه ، لقد صانك وشرفك عن إذلال قلبك > ووجهك لغيره ، فما هذه الإساءة القبيحة في معاملته مع هذا التشريف والصيانة ! فهو يعظمك > ويدعوك إلى الإقبال وأنت تأبى إلا مبارزته بقبائح الأفعال . > > في بعض الآثار الإلهية: إني والجن والإنس في نبأ عظيم ، أخلق ويعبد غيري ، وأرزق > ويشكر سواي ، خيري إلى العباد نازل ، وشرهم إليّ صاعد ، أتحبب إليهم بالنعم ، ويتبغضون > إلي بالمعاصي . وكيف يعبده حق عبادته من صرف سؤاله ودعاءه وتذلله واضطراره وخوفه > ورجاءه وتوكله وإنابته وذبحه ونذره لمن لا يملك لنفسه ضراً ولا نفعاً ، ولا موتاً ولا حياة > ولا نشوراً ، من ميت رميم في التراب ، أو بناء مشيد من القباب ، فضلاً مما هو شر من ذلك . > > قوله: ' وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئاً ' قال الخلخالي: تقديره: > أن لا يعذب من يعبده ولا يشرك به شيئا والعبادة هي الإتيان بالأوامر ، والانتهاء عن المناهي ، > أن مجرد عدم الإشراك لا يقتضي نفي العذاب ، وقد علم ذلك من القرآن والأحاديث الواردة > في تهديد الظالمين والعصاة . > > وقال الحافظ: اقتصر على نفس الإشراك ، لأنه يستدعي التوحيد بالاقتضاء ، ويستدعي > إثبات الرسالة باللزوم ، إذ من كذب رسول الله ، فقد كذب الله ، ومن كذب الله ، فهو مشرك ، > وهو مثل قول القائل: من توضأ صحت صلاته ، أي: مع سائر الشروط ، فالمراد من مات > حال كونه مؤمناً بجميع ما يجب الإيمان به . > > قلت: وسيأتي تقرير هذا في الباب الذي بعده إن شاء الله تعالى . > > قوله: ' أفلا أبشَّر الناس ' فيه استحباب بشارة المسلم بما يسره . وفيه ما كان عليه > الصحابة من الاستبشار ، بمثل هذا نبه عليه المصنف . > > قوله: قال: ' لا تُبشَّرهم فيتَّكِلُوا ' وفي رواية: ' إني أخاف أن يتكلوا ' ، أي: يعتمدوا > على ذلك ، فيتركوا التنافس في الأعمال الصالحة ، وفي رواية: فأخبر بها معاذ عند موته > تأثماً ، أي تحرجاً من الإثم . > > قال الوزير أبو المظفر: لم يكن يكتمها إلا عن جاهل يحمله جهله على سوء الأدب > بترك الخدمة في الطاعة ، فأما الأكياس الذين إذا سمعوا بمثل هذا ازدادوا في الطاعة ، ورأوا > أن زيادة النعم تستدعي زيادة الطاعة فلا وجه لكتمانها عنهم . . . >